تيسير أبو عرجة.. الحرب النفسية من المنظور الصهيوني

تيسير أبو عرجة.. الحرب النفسية من المنظور الصهيوني

15 نوفمبر 2023
دبابات العدو الصهيوني في هجومها على غزة (Getty)
+ الخط -

في محاضرته، التي ألقاها مساء أمس الثلاثاء في "الجمعية الفلسفية الأردنية" بعمّان بعنوان "الدعاية والحرب النفسية"، أشار أستاذ الصحافة والإعلام تيسير أبو عرجة إلى أن الحرب على غزة تقوم على الدعاية بكافة أشكالها وألوانها، وعلى الشائعات، وافتعال الأزمات، وإثارة الرعب.

وأضاف: "كما أن هناك إدارة سياسية وعسكرية للصراع، فإن هناك إدارة إعلامية لا تقلّ عن سابقتيها أهميةً لأنها تتصل بالقتال المعنوي، وتوظّف وسائل الإعلام توظيفاً عالياً لمصلحة الفوز على الطرف الآخر"، موضحاً أن "الحرب النفسية تعتبر إرادة قاتلة لتحطيم العنصر المعنوي في الخصم، والسعي لخلق الانهيار الكامل لديه، وهي تستخدم وسائل الاتصال الجماهيري (الإذاعة والتلفزيون والصحافة والكتب والمنشورات، وسائل التواصل الاجتماعي)، ووسائل الاتصال الشخصي، والمؤتمرات الصحافية إلخ...

وبيّن أبو عرجة أن الصهيونية ارتبطت منذ بداية وجودها بكونها دعوة سياسية إلى العمل الدعائي والحرب الإعلامية، حيث قال هرتزل: "علينا أن نخلق أكبر قسط من الضوضاء حول المشكلة اليهودية"، لذلك كانت الدعاية الصهيونية جزءاً من معركة قديمة بل ومستقلّة عن الصراع المرتبط بالوجود الإسرائيلي في المنطقة، فهذا الوجود ليس إلا أحد جزئيات المخطط الصهيوني، وعن طريق الدعاية كان الهدف إزالة الصورة المشوّهة لليهودي كما سيطرت على التقاليد والفكر الغربي.

الدعاية الصهيونية جزء من معركة قديمة ومستقلّة عن الصراع المرتبط بالوجود الإسرائيلي

وعدّد أدوات الدعاية الصهيونية في الخارج، ومنها: الأقليات اليهودية، والمنظّمات الصهيونية واليهودية، والشركات الكبرى، والقوى المتعاطفة ذات المصالح وخاصة الأقليات، والشخصيات اليهودية ذات الوزن الدولي، واختلاق الفضائح، وعمليات التسميم الفكري.

واستشهد المحاضر بتنظيرات للباحث المصري حامد ربيع (1924 – 1989) الذي كان يرى أن الدعاية الصهيوينة سارت دائماً بمنطق مزدوج؛ منطق إيجابي يدور حول تأكيد الشرعية الإسرائيلية حيث "إسرائيل" حقيقة تاريخية وأنها ترتبط حضارياً بالوجود الغربي وتعبّر أيديولوجياً عن العقائد السياسية المعاصرة وهي دولة عصرية تمثّل أقصى مراحل التقدّم، ومنطق سلبي ينبع من فكرة تشويه الطابع القومي العربي وإظهاره بأنه يعكس التخلف ويرفض جميع صور التقدّم الحضاري، وأن المواطن العربي هو تعبير عن الوحشية التي ميّزت جميع مراحل تاريخه، وأن المجتمع العربي مجتمع أصيل في استرخائه وكسله. ولتكمل "إسرائيل" وتربط هذه الخصائص المختلفة بالواقع الحالي، بحسب ربيع، لا بدّ أن تضخّم من فشل الحركات الوحدوية المرتبطة بالعالم العربي.

وينتقل أبو عرجة بعدها للحديث عن أسباب سيادة الاتجاه المعادي للعرب والمؤيد لـ"إسرائيل" في وسائل الإعلام الغربية، مستعرضاً مقولات لمفكرين وباحثين عرب وغربيين من أمثال السيد ياسين وإدمون غريب وجلال أمين ومحمد علي الفرا ونعوم تشومسكي وبول فندل جون ميرشايمر وستيفن والت.

ويقف المحاضِر عند أبرز الممارسات التي تعكس مدى الانحياز الذي يمارسه الإعلام الغربي لصالح "إسرائيل" من خلال تبنيه وترويجه مقولات الكيان الحضاري الديمقراطي في غابة الدكتاتورية والتخلّف، وإسرائيل قوية ضرورة لخطة الرب في فلسطين حتى يأتي يوم الحساب، وإطلاق صفات ونعوت على الأحداث تنسجم مع المصلحة الإسرائيلية وتبرّر أفعالها، وغيرها.

المساهمون