توماس ساراسينو.. عناكب ما بعد الاستعمار

توماس ساراسينو.. عناكب ما بعد الاستعمار

07 يوليو 2021
(من المعرض)
+ الخط -

يستكشف توماس ساراسينو في منحوتاته الروابط بين الفنون المعاصرة والعلوم الاجتماعية والطبيعية من خلال بحثه في ظواهر التغيّر المناخي واستخدام الطاقة الشمسية واستدامة البيئة، حيث يستعير مفاهيم من الفيزياء وعلم الأحياء والديناميكية الحرارية، في محاولة لإضاءة تأثيرها في الحياة والفن.

الفنان الأرجنتيني (1973) الذي درس الهندسة المعمارية، يقدّم أعمالاً يسعى من خلالها إلى تخيّل أفكار مستقبلية حول طريقة معيشة البشر، حيث قام عام 2007 بجمع أكياس بلاستيكية مستعملة وغسلها وقصّها ولصقها بعضها ببعض، ورسم عليها مشكّلاً جدارية كبيرة تتكوّن من رسومات صغيرة لقصص شخصية بحيث تبدو الفضاء الذي يغلّف الأرض، وبنى منه منطاداً يجري تسخينه ليرتفع في الهواء، ويحمل معه عددا من الناس الذين سيحلق بهم منطاد سماه "المتحف الشمسي الطائر".

"شبكات لحياة" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح في "غاليري سربنتين" بلندن في التاسع عشر من الشهر الماضي ويستمر حتى السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ويعكس أبرز النتائج التي توصّل إليها في مشروعه "حبّ العناكب" الذي يهدف إلى حماية التنوع البيولوجي في عصر الاحتباس الحراري.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يحاول ساراسينو لفت الانتباه إلى المواقع التي تعتمد عليها العناكب في حياتنا اليومية، حيث تعيش داخل المباني، وخلف الأبواب، وعلى النوافذ، وتحت الأوراق، من أجل إعادة النظر في علاقتنا بالعناكب وفق سؤال أساسي هو: كيف يمكننا حمايتها وحفظ أمكنتها؟

يشير بيان المنظّمين إلى أن "شبكات الحياة تدعو إلى دراسة أعمق لجيراننا من غير البشر، وتشجع الجميع على لعب دور في العدالة البيئية. إنها تجربة مستنيرة بفكرة التنوع التكنولوجي التي ناقشها الكاتب الصيني يوك هوي، حيث يتم استخدام تقنية جديدة نسبياً في خدمة التنوع البيولوجي.

يطبّق الفنان تجاربه على نوع من العناكب مستوحى من كتابات الروائي البريطاني روديارد كيبلينغ، في إشارة إلى دعم الأخير لإمبريالية بلاده خلال العصر الفيكتوري، في سعي لربط فكرة الحفاظ على العناكب بعالم ما بعد الاستعمار الذي تزول فيه الهيمنة والتحكّم بالبشر والطبيعة.

يعتمد ساراسينو في مشروعه على دراسة الاهتزازات الصوتية التي تصدر عن العناكب من أجل خلق تواصل جديد بينها وبين الإنسان، ما تطلّب منه اطلاعاً على أحدث دراسات علوم المياه الحيوية وعلم السلوك الحيواني والدراسات الصوتية والموسيقى.
 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون