"بحرُنا" لليلي أبي شاهين.. مُساءلة فنّية لأساطير المتوسط

"بحرُنا" لليلي أبي شاهين.. مُساءلة فنّية لأساطير المتوسط

12 فبراير 2023
ليلي أبي شاهين في محاضرة سابقة
+ الخط -

ما المتوسط؟ هل هو مجرّد بحر وأكبر تجمّع مائي تُطلّ عليه قارات العالم القديم الثلاث، أم حيّز أسطوري وتاريخٌ يمتدّ إلى الراهن، بقدر ما هو راهنٌ يشكّله التاريخ.

هذه هي العتبة الأولى التي تنطلق منها الفنانة اللبنانية ليلي أبي شاهن في محاضرتها الأدائية التي تحمل عنوان "بحرنا: أسرار البحر اللامتناهي"، وتقدّمها عند الثامنة والنصف من مساء الثاني والعشرين من الشهر الجاري، في "مركز مينا للصورة" ببيروت.

مدنٌ عدّة تقع على ساحل المتوسط، كانت وجهة لأبي شاهين التي استهدفتها بعدّة إقامات فنية، حتى تستكملَ خطة مشروعها البحثية، وترسّمَ طريقاً لا يصل بين تلك المدن إلّا لينتقل من نقطة إلى أُخرى ضمن ما تريد أن تقوله من "بحرنا". وبهذا تحدّد إطار مناقشتها في نقاط التشابُه بين الوقائع والأساطير السائدة ضمن هذه المدن، والتعبير الحيوي عن اللاوعي الجمعي فيها.

الجغرافيا قاعدة الارتكاز الأولى في قراءة أبي شاهين، لكنها لا تتمسّك بها كي تُحافظ على الأطر المادية والمرئية للمصطلح، إنما تحاول أن تدفع ذلك المصطلح صوب مساحة لا مرئية، التي من خلالها ستسعى لخلق علاقة جديدة، أو صلة وصل بين هذه المدن، كما جاء في البيان التقديمي للمحاضرة.

الصورة
ليلي أبي شاهين - القسم الثقافي
من عرض سابق لـ"كوريغرافيا لامرأة وحجر"

وخلال السنوات الماضية، بنَت أبي شاهين بحثها على عدة تجارب. فالفصل الأول للعرض سبق أن قدّمته عام 2021، وحمل عنوان "كوريغرافيا لامرأة وحجر"، واشتغلته ما بين مدينتَي باليرمو الإيطالية وبيروت. هنا، تأخذ أسطورة سيزيف دوراً مركزياً في الأداء، ويبرز الصخر عنصراً رمزياً يُحيل إلى المُشيّدات والأطلال التي تركتها الحضارات القديمة، سواء على الساحل اللبناني أو الإيطالي.

أما الفصل الثاني، فأعدّته الفنانة خلال العام الماضي بين مدينتَي إزمير التركية ومارسيليا الفرنسية، ويحمل عنوان "أسرار البحر اللامتناهي"، وفيه تنتقل للبحث في أسطورة بروميثيوس التي تُصالبُها مع واقع الهجرة الراهنة إلى أوروبا، في محاولة منها لتقديم قراءة مستقبلية فنية.

يُشار إلى أنّ العرض الأدائي يعتمد على وسائط تقنية مختلفة كالفيديو والصوت وقراءة النصوص.

نصوص
التحديثات الحية

المساهمون