إبراهيم الصلحي.. "تسكين الألم" في النرويج

إبراهيم الصلحي.. "تسكين الألم" في النرويج

22 يونيو 2022
(من المعرض)
+ الخط -

في حزيران/ يونيو 2019، افتتح معرض "تسكين الألم" لإبراهيم الصلحي في غاليري "ساتشي" اللندني، وضمّ نحو مئة وثمانين رسماً مصغّراً بالحبر، ليتنقّل خلال السنوات الثلاث الماضية بين عدد من غاليريهات وصالات العرض في المملكة المتّحدة.

الرسومات، التي نفّذها الفنان التشكيلي السوداني (1930) على علب الأدوية التي يتناولها والمغلّفات بعد استهلاك محتوياتها، هي جزء من مشروع لا يزال في بدايته؛ بحيث تكوّن لوحات كبيرة الحجم بارتفاع يقترب من المترين تنقل بتقنية الطباعة على الشاشة الحريرية، فتتراكم الأجزاء الصغيرة لتشكل مشهدية كاملة.

يحطّ المعرض رحاله في أوسلو، حيث افتُتح في "الرابطة النرويجية للرسم" (تيغنر فوربونديت) مساء السبت الماضي ويتواصل حتى الحادي والثلاثين من الشهر المقبل، ليكون أول معرض للصلحي في النرويج بعد أن أقام معارض في عدد من البلدان الأوروبية.

الصورة
من المعرض
من المعرض

المعرض الذي نسّقته القيمة الفنية لورا هوبتمان، يحيل عنوانه إلى تلك الأعمال التي يسميها الفنان "رسومات تخفيف الآلام"، وبدأ يرسمها بعد إصابته بمرض باركنسون الذي تسبّب له بأوجاع الظهر التي قيّدت حركته، فازداد تناوله للأدوية التي وفرّت له عبواتُها وسيطاً جديداً للرسم.

لكن هذه الرسومات ذكّرت الصلحي بما اشتغله في سنوات السجن وغلبت عليه الرسوم التوضيحية بالأحبار الملوّنة أو بالأسود والأبيض على سطوح جافة بالخطوط، بأحجام مختلفة في تجريد ورمزية تحمل بعداً فلسفياً، مستخدماً أغلفة أكياس الإسمنت وغيرها من المواد التي حوّلها إلى سطوح ملائمة للرسم، دون أن يضع مخطّطاً مسبقاً لأعماله، مع تسجيل الملاحظات حولها في دفتر ظلّ يحتفظ به.

الصورة
من المعرض
من المعرض

رسَم الفنان، الذي اعتٌقل عام 1975 لأسباب سياسية وأمضى في المعتقل سنتين، على أوراق ممزقة كانت تغلّف عبوات وجبات الطعام التي يتسلّمها السجناء، وبسبب الحجم الصغير لهذه الأوراق وعدم وجود وقت كافٍ للعمل، أتقن تقنية جديدة تتعلّق برسم المصغّرات التي يحاول اليوم استعادتها في مشروعه الجديد.

وظّف الصلحي الخطّ العربي والزخارف الإسلامية والفنون التقليدية السودانية في تجربته التي بدأت في سيتينيات القرن الماضي، وواصل تجريبه ضمن هذا السياق؛ حيث لا تظهر هذه العناصر والرموز في معظم أعماله، ومنها رسومات المعرض الأخير.

من بين هذه العناصر، رسم الفنّان شجرة الحراز التي تشير الميثولوجيا القديمة إلى أنها قد حاربت المطر، إذ اختارها رمزاً للإنسان الذي يمتاز بالصلابة وقوة الشكيمة والإصرار على الحياة رغم قسوة الظروف وجفاف الطبيعة، كما تظهر أزهار اللوبيا على ضفاف النيل.

الأرشيف
التحديثات الحية

 

المساهمون