"نوكتيلوكا" يارا البستاتي.. بحثاً عن الذات الكامنة

"نوكتيلوكا" يارا البستاتي.. بحثاً عن الذات الكامنة

30 أكتوبر 2020
من عرض سابق للفنانة في اليونان
+ الخط -

تجتمع الكائنات البحرية المعروفة بـ نوكتيلوكا في القاع فقط، وتحوله إلى مكان مضاء بلون فسفوري قوي، رغم الظلام في أعماق البحر. التقطت يارا بستاني هذه الحالة من الضوء في العتمة، فهي ترى أن في كل إنسان فينا نوكتيلوكا، هي الذات الفطرية التي لم ترهقها قيود العيش في العصر، والتمسك بالنظام السائد والظهور بمظهر يليق بالتوازنات الاجتماعية والثقافية. 

وفي عرضها الجديدة الذي يحمل اسم "نوكتيلوكا" تقوم الراقصة وفنانة الأداء اللبنانية بمحاولة في الغوص، أو كما تقول الكشف عن أو استعادة "البرية المفقودة في وجودنا، حيث بدأت تتلاشى حيويّة الانسان واندفاعه في الحياة مع سعي المجتمع نحو ضبطه والسّيطرة عليه. هنا .. أعيد إحياء ما تروّض وأتجاوز المجهول، وأتّحد مع جسدي على أثير لحن فطري". 

العرض يقام على مسرح "دوار الشمس" في بيروت، عند الثامنة من مساء يومي الخامس والسادس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وعنه تقول بستاني لـ "العربي الجديد": "إن العرض يجمع الرقص والمسرح والجانب البصري يشمل الفيديو والصور"، وتصفه بالتجريدي بمعنى "الفكرة هي كيف يمكن للمرء أن يفتش في ذاته عن الشيء الفطري في الإنسان، كل شيء مصدره اللاوعي والقوة والأحاسيس والطريقة التي يتحرك ويتكلم بها الإنسان، كيف نتصرّف في الفضاء العام بإملاءات معينة يفرضها الكود المتعلق بالمسموح والممنوع". 

يارا بستاتي - الثقافي
من بروفات عرض "نوكتيلوكا"، تصوير: أيمن بعلبكي

ترى بستاني أن "المجتمع أغلق الباب على قوة كبيرة أسميها "طبقة برية"، وأعني بها شيئاً حياً ومتحركاً وحراً وينتمي إلى جذورنا، ولكنه انكسر بفعل الوجود في مجتمع ما والانصياع لشرط الوجود فيه". 

يمتد العرض على أربعين دقيقة/ أعدّ له الموسيقى المؤلف اليوناني جيورجيوس غرغلاس، الذي تعمل معه بستاني منذ عامين، أما رشا بارود فاشغلت على الدراماتورج، يصمم الإضاءة ريكاردو كلامنتي، أما السينوغرافيا فتتضمّن عرض فيديو وأزياء كبيرة تتحرك على الخشبة، وأصوات بكلمات ليست مفهومة. 

عن علاقة العمل بالوجود والعيش في بيروت في الظرف الحالي، كمدينة في مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي كبير اليوم، تقول الفنانة اللبنانة: "عملي له علاقة مباشرة بلا شك مع ما نعيش، الصور في العرض هي صور من بيروت، والوضع منذ عام يزداد صعوبة، كثيرون يتركون البلاد اليوم وكثير من المؤسسات الثقافية تغلق وأماكن تختفي". 

وتكمل ف نهاية  حديثها إلى "العربي الجديد": "أجلت العرض كثيراً ولكن لا بد أن نعود إلى الحياة، لذلك قررت أن أعرضه بعد فترة طويلة من الانتظار، لكن أرى أن بيروت مدينة ذات قوة كبيرة وهذا سوف يساعدنا في الاستمرار". 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون