"متحف الصحراء": معرفة تراث الجنوب التونسي

"متحف الصحراء": معرفة تراث الجنوب التونسي

20 مايو 2021
(متحف الصحراء في مدينة دوز التونسية)
+ الخط -

في ختام شهر التراث الذي استمرت فعالياته حتى أول أمس الثلاثاء في تونس، قدّم الباحث محمد الجزيراوي محاضرة افتراضية تحت عنوان "متحف الصحراء بدوز : كيف يكون التراث طريقاً إلى المعرفة؟" بتنظيم من "وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية".

استهلّ المحاضر بتناول أدوار المتحف المعرفية منها التي تنطبق على متاحف التراث الشعبي التي تضيء التراثين المادي واللامادي، والتربوية التي توسّعت خلال الآونة الأخيرة من خلال تنظيم العديد من الفعاليات ذات البعد التعليمي، إلى جانب شراكات المتاحف مع المراكز الثقافية ودور الشباب لتقديم عروض موسيقية وسينمائية وأمسيات شعرية.

وأشار الجزيراوي إلى أن "متحف الصحراء" في مدينة دوز في الجنوب الغربي من البلاد يعدّ نموذجاً في هذا السياق والذي افتتح عام 1997، ويعرض تراث المنطقة متمثلاً بالنسيج واللباس التقليدي والوشم والإبل والخيمة والحلي والزينة، ويشكّل وسيلة لاكتساب المعرفة حول تراث قبائل المرازيق وعذارى وصابرية وأولاد يعقوب وغريب، متجاوزاً فكرة العرض بحدّ ذاتها.

يضيء المتحف نمط العيش وأنواع المراعي والحياة النباتية والحيوانية في المنطقة 

وأوضح أن المعرض يقدّم معرفة حول الإبل تتعلّق بالنباتات الصحراوية في المراعي وأنواعها، وألوان وبر الجمال وصفاتها المتعدّدة والأهازيج المرتبطة بالتنقّل والسفر بواسطتها، والعزائل التي تعني الوشم على الجمل وما تعنيه أشكاله ورموزه وكيف يمكن أن تعرّف بالقبائل المنتشرة في المكان، وكذلك الراحلة والقتب وغيرها من الحروجات التي توضع على الإبل، وتقطير الأعشاب الصحراوية واستخراج أدوية منها.

وميّز الجزيراوي بين نوعين من النباتات الصحراوية، أحدهما موجود بالقرب من الواحات في منطقة شط الجريد، وثانيهما ينبت في عمق الصحراء وهو ما ينعكس على نمط الحياة الأساسي وهو الرعي الذي يكون خلال فصلي الخريف والصيف في داخل الصحراء، بينما يتمركز الرعاة في الشتاء والربيع قريباً من الواحات.

كما أوضح أن ألوان وبر الجمال تدلّ على الوظائف العديدة لها، حيث تكون ذات الوبر الأحمر مخصّصة لحمل الأثقال لقوة بنيتها، والأزرق يكون أكثر حركة ويستخدم في الرقصات الشعبية، بينما تكون النوق الصفر الأكثر إدراراً للحليب، مستعرضاً أوشامها التي توضع على جسمها بعد بلوغها العام باستخدام أداة خاصة للكي بحيث تثبت علامة تخصّ كل قبيلة أو فرع من فروعها، والأداة التي يعرضها المتحف وكانت مخصصّة لعصر أعشاب الصحراء من أجل استخلاص الدواء منها بأنواعه المختلفة بحسب الأمراض التي تصيب الإبل لديهم.

ولفت إلى أن هناك تنوّعا في أنماط مساكن البدو من الخيمة والسقيفة والزريبة وصولاً إلى الدار، وتتنوّع أصناف الخيام بحسب حجمها حيث يطلق اسم "العشة" على الصغيرة منها، و"بيت بالعقل" على الخيمة الكبيرة، كما تصنّف وفق وظائفها، فخيمة شيخ القبيلة تسمى "قليد النجع"، أما المتزوجون حديثاً فتسمى خيمتهم "عشة الجعرة"، وتبنى خيمة "عشة المدب" للشيخ الذي توكل له مهمة تعليم أبناء القبيلة اللغة العربية.

ويعرض المتحف، بحسب الجزيراوي، أدوات أخرى مثل الأنوال التي تستخدم لحياكة النسيج، وأدوات إعداد الصوف، مضيئاً أنواع الوشم وأشكاله لدى قبائل الصحراء حيث يوشم رسم العقرب للوقاية من لدغته، كما يرسم كزينة للنساء على الجبهة والوجنتين والأنف والذقن خلال فترة الطفولة وهو يدل أيضاً على انتماءاتها القبلية، والحلي أيضاً التي تكون عادة من الفضة إلى جانب الجلد والمرجان والبلور والمحلب والقرنفل وغيرها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون