"تعويذة اللوتس".. تشكيلٌ إطارُه القسوة

"تعويذة اللوتس".. تشكيلٌ إطارُه القسوة

02 اغسطس 2022
جزء من إحدى لوحات المعرض
+ الخط -

ما زالت زهرة اللوتس مثارَ ترميز عالٍ وحضورٍ يُحيلُ إلى عوالم لامرئية، هكذا كانت عبر تاريخ الحضارة الفرعونية القديمة، وهذا ما تحاول التشكيلية المصرية أمل أحمد مصطفى استعادته من خلال معرضها "تعويذة اللوتس" الذي افتُتح يوم الجمعة الماضي في "قاعة آدم حنين – مركز الهناجر للفنون" بالقاهرة، ويستمرّ إلى يوم غد الأربعاء.

تُفصّل التشكيلية لوحاتها بين ثلاثة مستويات؛ كلّ مستوى يتركّز على موضوع معيّن وإن بقيتِ الخطوط اللونية الداكنة تجمعها في نهاية المطاف، فتحضر البورتريهات بوصفها تمثيلاً عن تلاقي الإنساني مع الطبيعي، وفي هذا استعارة عن الارتباط الوثيق لهذه الزهرة بالقدرة على التجدّد والانبعاث القوي، خاصّة أنّ البورتريه الذي ترسمه يمثّل وجوه نساء ويشفّ عن قهرٍ عام.

كذلك يُحاط الوجود الإنساني في أعمالها بنمط زخرفي أو تطريزي ليست النباتات أو الأزهار فيه مجرّد إطار شكلي؛ بقدر ما يذهب ذلك التشكيل إلى إظهار التناقضات بين الرقّة والوحشية، أو حتّى الارتداد بالكائن البشري إلى أعماق الغابة التي تسكنُه. النباتات أيضاً تمارسُ ألاعيبها اللونية وتستثمر في تلك الوحشية وإن كانت حدودُها مرسومة سلفاً.

أمل مصطفى - القسم الثقافي
من المعرض

وفي سياق الحديث عن الإحالة إلى الغابة، ولكن هذه المرة بعيداً عن المُمكن الجمالي الذي تُتيحه للفنّان، فإنّ القسوة التي تتعرّض لها المرأة هي مكوّن أساسيّ في المعرض، إذ تستعين التشكيلية بتقنية الكولاج جامعةً الألوان الزيتية مع الأكريليك لتمثّل قضايا المرأة المصرية والعربية مثل الزواج المبكّر والطلاق والتعنيف والخِتان وغيرها.

السؤال الأخير الذي تحملُه أعمال مصطفى وتوجّهه إلى المتلقّي، هي تلك الإشارة الأولى التي انطلق منها المعرض، بمعنى أنّ التغييب والعنف الذي تكابده المرأة في المجتمعات فيعود ليُترجَمَ جمالياً وهذه هي الغاية من تعويذة الزهرة الحيّة التي تنبعث من جديد.

المساهمون