"تدهور الحضارة الغربية": حياة ثانية في العربية

"تدهور الحضارة الغربية": حياة ثانية في العربية

16 سبتمبر 2021
غلاف طبعة ألمانية من كتاب "تدهور الحضارة الغربية"
+ الخط -

حين تُرجم إلى العربية، عام 1964، كتاب "تدهور الحضارة الغربية" للمفكّر الألماني أوسفالد شبينغلر، بدا أن هذا الأخير قد وجد بيئة ثقافية مرحّبة بأفكاره، عكس وطنه الأم، وقد كان من اللافت أن يصل هذا العمل كاملاً قبل معظم كتابات ماركس ونيتشه وهيغل وكانط إلى العربية. 

وقبل هذا العمل الذي ترجمه إلى العربية أحمد الشيباني، كان عبد الرحمن بدوي قد خصّص كتاباً عن فكر شبينغلر ضمن سلسلة "خُلاصة الفكر الأوروبي"، ولكن بعد هذا "التحمّس"، سرعان ما دخل المفكّر الألماني إلى الظلّ، ورغم رواج كتابه "تدهور الحضارة الغربية" حين صدر بلغة الضاد فإنه لم يحظَ بترجمات جديدة أو حتى طبعات.

ضمن سلسلة "ذاكرة الكتابة" التي تُصدرها "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، أعيد طبع "تدهور الحضارة الغربية" بنفس ترجمة الشيباني، ولعلّ في ذلك اعتراف بجمالية تلك الترجمة بحسن صبّها لأفكار شبينغلر في قوالب اللغة العربية، حتى أن العمل يبدو مكتوباً فيها مباشرة.

الصورة
تدهور الحضارة

وإذا كان "تدهور الحضارة الغربية" قد لقي ذلك الترحاب في الثقافة العربية فلأنه يلبّي طلباً فكرياً داخلها، وهو توفّر جهاز مفاهيمي متين لنقد الغرب وكسر مركزيته، وتقوم أطروحة الكتاب على القول بأن الحضارة الغربية قد وصلت خريفها وأن حروب بداية القرن العشرين إنها هي إشارات احتضار.

كان الكتاب قد صدر أوّل مرة في عام 1918، أي في نهايات الحرب العالمية الأولى، وقد أثّر أيما تأثير في قرّاء ذلك الزمن، ورُفع شبينغلر إلى أعلى مراتب الجماهيرية الفكرية، غير أن اختلافه لاحقاً مع النازيين قد عجّل بانطفاء نجوميته، بل إن بعض الفرضيات كانت تشير إلى أن رحيل شبينغلر المبكّر في 1936 كان بتدبير هتلر ورفاقه.

المساهمون