"بصمة العصر في أدب الدهر": المجتمعات في مرآة نصوصها

"بصمة العصر في أدب الدهر": المجتمعات في مرآة نصوصها

21 سبتمبر 2020
مخطوطة فارسية من العصر الصفوي، قصر جهل ستون في أصفهان
+ الخط -

"بصمة العصر في آداب الدهر: الفارسية في نهاية الإمبراطورية" محاضرة تلقيها الباحثة الإيرانية مانا كيا، افتراضياً في جامعة كولومبيا، ضمن برامج "مركز دراسات الشرق الأوسط" مساء الغد، تدرس العلاقة بين تداول مواد النصوص والأدب العابر للحدود في نهاية الإمبراطوريات الفارسية بين إيران والهند، بدءًا من الأوج الإمبراطوري في نهاية القرن السابع عشر. 

يتركز البحث على فترة القرن الثامن عشر، أي نهاية الإمبراطوريتين الصفوية والتيمورية وما تلاها، ولكن الباحثة تعود أيضاً إلى حقب سابقة بسبب الطبيعة غير الخطية والمنسوجة للزمان والمكان الفارسيين، وفق تعبيرها، فهي تتناول أساليب شعرية مثلاً امتدت من القرن السادس عشر.

المحاضرة تستعرض مشروع كتاب بعنوان مؤقت تشتغل عليه الباحثة وهو "حساسيات الانتماء: الفارسية عبر الإقليمية بين إيران وهندوستان"، وفيه تذكر الكاتبة أن "الأمر يرتبط بالعلاقة بين الخيال الاجتماعي والعالم المادي، والتي أتتبعها من خلال تصور خاص للأدب كثقافة فارسية عابرة للحدود".

تحاول كيا في مشروعها التأكيد على العلاقة المعقدة بين الثقافة والمجتمع والطرق التي تتشكل بها، والضرورات والممارسات الثقافية التي يمكن أن تكوّن الشبكات الاجتماعية، وكذلك الطرق التي يمكن أن يكون للشبكات الاجتماعية التي تمزقها القوى السياسية آثار ثقافية. بدراسة الحياة الاجتماعية للنصوص تتعامل الباحثة معها بوصفها مستودعات للإنتاج الثقافي تساعد في إثارة المزيد حول هذه العلاقات بين الأدب والجماعة والقوة السياسية ولحظات التمزق التاريخية، وفي الحالة الفارسية فيالحقبة التي اختارتها كان الخيال والمادة يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالفرس وأدبهم. 

الأدب نفسه كان أكثر من مجرد خيال بالنسبة إلى الفرس، كان هو الإمكانات الاجتماعية والأدبية والسياسية والخيالية

كذلك تبحث كيا في العلاقة بين تداول المواد من نصوص أدبية  والتذكارات الجماعية، والمخيال الاجتماعي في نهاية الإمبراطوريات الفارسية الحديثة بين إيران والهند. حيث تعطي النصوص والتذكارات والطقوس إحساسًا بمجموعة الجماعات الفارسية، حيث كان الاحتفال هو الشكل المناسب للتعبير عن الخيال الاجتماعي الفارسي التي جاءت به الجماعات.

تقول كيا إن الأدب نفسه كان أكثر من مجرد خيال بالنسبة إلى الفرس، كان هو الإمكانات الاجتماعية والأدبية والسياسية والخيالية. كان الشكل الذي اتخذته الحياة (الانتماء) والشكل الذي يجب أن تأخذه الحياة (شوقها). ومن خلال الأدب تدرس حدود الفرس المكانية ، والاجتماعية، والزمنية. كيف بدت هذه الحدود وماذا فعل القرن الثامن عشر لمخيلته وأسسه التذكارية؟ 

ترى كيا أن المخيلة الفارسية ليست تجريبية، فقد كان هناك منطق للتخيل، وتلفت إلى تجارب كتابات المهاجر الإيراني محمد أفضل وعلاقته بالإمبراطور المغولي عالمكير الثاني (1658-1707) إضافة إلى عرض بعض الأبحاث الأولية التي أجرتها في مقتنيات مكتبة المجلس الإسلامي في طهران، حيث عدد هائل من مخطوطات القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر في إيران والهند.

 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون