"الولادة في تونس": رموز تحت مجهر العلوم الإنسانية

"الولادة في تونس": رموز تحت مجهر العلوم الإنسانية

05 ابريل 2021
عمل لـ فاطنة كبوري / المغرب
+ الخط -

لا تزال العلوم الإنسانية في العالم العربي تراوح مكانها من ناحية الموضوعات، حيث تنحصر الدراسات غالباً في مجموعة ضيّقة من الإشكاليات مثل الهجرة والتشدّد الديني وغيرها من المواضيع الراهنة، وهو ما يُبقي طيفاً كبيراً من الحياة خارج دوائر الضوء التي يرسمها الباحثون.

في كتابها "الولادة في تونس: الطقوس والرموز"، اختارت الباحثة التونسية سهام الدبابي الميساوي موضوعاً متروكاً، وقد يعود ذلك إلى إمكانيّة ملامسته من تخصّصات متعدّدة، أنثروبولوجية وسوسيولوجية وضمن دراسات التراث وغيرها.

صدر العمل عن منشورات "دار الجنوب" أخيراً، ويشير تقديم الناشر إلى أنّ كتاب الميساوي يتجاوز "كونه دراسة تراثية وطقسية لمجموعة من الممارسات الشعائرية والاحتفالية التي ترتبط بلحظة حاسمة من حيواتنا جميعاً، لحظة الولادة. هو يجعلنا ندخل إلى عمق هذه التجربة الفريدة والمذهلة، يجعلنا نفهم ونقدّر أهميّةَ عمليةِ احتضان مجتمع ما، وهنا المجتمع التونسي، لعملية ولوج الفرد إلى الحياة وإلى الجماعة وإلى العالم".

ترصد الباحثة التونسية كيف يستقبل المجتمع هذا الحدث عبر منظومة معقّدة ومتشابكة من الرموز والطقوس التي تحيط بتلك اللحظة، كما تدرس احتفاليّات متعلّقة مثل الزواج والختان والجنازة.

الصورة
الولادة في تونس

يمكن أن نضع هذا الكتاب ضمن مروحة من الأعمال التونسية التي تناولت ظواهر تعبر الحياة وتؤثّر في خيارات الناس بشكل مباشر، من دون شعورٍ بهذه الأدوار التي تلعبها. يمكن أن نذكر في هذا الإطار أعمالاً مثل "اختلاق الآخر" لـ منذر الكيلاني، و"أنثروبولوجيا الحكاية الشعبية" لـ محمد الجويلي، و"أنثروبولوجيا الاسلام" لـ مراد الضويوي، ويظلّ من أفضل الأعمال في هذا الإطار كتاب "شبيكة" لعالم الاجتماع الفرنسي جان دوفينيو والذي لا يضاهيه في عمق فهمه للتراث المغاربي إلا كتاب "الاسم العربي الجريح" لـ عبد الكبير الخطيبي.

المساهمون