"النخبة": اثنان وأربعون فناناً تشكيلياً في قطر
في عام 2018، أطلقت "الجمعيّة القطرية للفنون التشكيليّة" للمرة الأولى معرضاً بعنوان "النخبة"، ضمّ أعمالاً لأبرز رواد الفن التشكيلي في قطر والأجيال التالية لهم، إلى جانب تنظيم عدد من الورشات والندوات حول تجاربهم ومسارات تطوّرها.
التظاهرة التي لم تُعقد العام الماضي بسبب الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، تركّز على أعمال فنّانين مكرّسين، على أن تُجاورهم تجارب جديدة، بهدف إقامة حوار بينهم وإيجاد تفاعل حولها، وإضاءة مختلف المدارس والتيارات الفنية بمضامينها وأساليبها المتنوعة.
مساء أمس الأربعاء، افتُتحت في مقرّ الجمعية في "المؤسسة العامة للحي الثقافي - كتارا" بالدوحة النسخة الرابعة من معرض "النخبة" بمشاركة اثنين وأربعين فناناً تشكيلياً، وتتواصل حتى الرابع من أيار/ مايو المقبل.
يضمّ المعرض أعمالاً للفنانين القطريين يوسف أحمد، وأحمد السبيعي، وأحمد نوح، وسلمان المالك، ومحمد الجيدة، وعيسى المالكي، وموضي الهاجري، وناصر العطية، ووضحى السليطي، ويوسف السادة، ونورا آل طوار، وإبراهيم خلفان، إلى جانب الفنانة السورية سوزان أبو عاصي، والفنان العراقي عمر الشهابي.
يلجأ نوح إلى استخدام تقنيات ومواد مختلطة في أعماله التجريدية التي تمثّل أساس رؤيته الفنية، موظفاً عناصر من البيئة المحيطة ورموزاً من التراث القطري، ليعيد تقديمها في إطار تجريبه المستمر، ويبرز تداخل الأزمنة في الحياة المعاصرة، وهو يشارك في المعرض بلوحة تمزج بين الكولاج والتجريد يبرز فيها تكرار للأقواس والحروفيات وصور بحجم صغير جدّاً لأشخاص في المسجد.
أما موضي الهاجري، فتقارب في أعمالها المبنية على الفوتوغراف والرسم والغرافيك الحروب في تجارب سابقة، وهي تقدّم في المعرض لوحة تستوحي مفرداتها من الطبيعة في قطر، بينما يمزج يوسف أحمد الحروفية بالرسم في لوحته التي تعتمد على الأشكال الهندسية وعلى درجات اللّون الرمادي.
ويستحضر سلمان المالك رموزاً وإشارات من الموروث الجمعي، وتظهر في لوحته مفردات البحر والصحراء والبيئة من حوله، بينما تتكئ وضحى السليطي على عناصر تراثية مثل النسيج في أعمالها حيث تتداخل مع الخط العربي.
أما سوزان أبو عاصي، فتستخدم ألوان الأكرليك مع الحبر الجاف في رسمها للبورتريه، ويذهب عمر الشهابي نحو التجريد في مقاربة تمزج بين التعبيرية والسوريالية وتعكس حالة شعورية انفعالية.
