"المهرجان القومي للمسرح".. اختلالات عمرُها ستّة عشر عاماً

"المهرجان القومي للمسرح".. اختلالات عمرُها ستّة عشر عاماً

14 مارس 2022
من مسرحية "هاملت بالمقلوب" لمازن الغرباوي والتي تعرض هذه الأيام في القاهرة (أحمد فرحات)
+ الخط -

منذ انطلاق دورته الأُولى عام 2006، لا يزال يُنظَر إلى "المهرجان القومي للمسرح" بوصفه أكبر ملتقى للفنّ الرابع في مصر؛ إذ يجتمعُ فيه أبرز ما تُقدّمه فضاءات العرض المسرحي في البلاد على مدار السنة. غيرَ أنَّ التظاهُرة، التي تصل إلى دورتها الخامسة عشرة هذا العام، لا تزال تشهد، في المقابل، اختلالاتٍ كثيرةً؛ من بينها سوءُ التنظيم، وعزوفُ الجمهور عن العروض.

تلك الاختلالات كانت محورَ مائدة مستديرة بعنوان "المهرجان القومي للمسرح: بين الواقع والمأمول" نظّمتها "لجنةُ المسرح" في "المجلس الأعلى للثقافة" بالقاهرة، مساء الخميس الماضي، وأدارها المسرحيُّ عصام السيّد، وشاركت فيها مجموعةٌ من الفنّانين والنقّاد المسرحيّين.

بالنسبة إلى الناقد أحمد خميس، فإنَّ أكبر مشكلة يُواجهها المهرجان هي طريقةُ جذب المسرحيّين بكلّ أطيافهم، وعدم الاقتصار على "الهواة"، مُعتبراً، في مداخلته، بأنَّ المطلوب من التظاهُرة هو الاعتماد على مسرحيّين ذوي دراية واطّلاع على ما تشهده الحركة المسرحية في مصر، وتخصيصُ مسابقةٍ واحدة تضمُّ جميعَ الأشكال المسرحية.

أزمة المسرح المصري لن تحلّها مجرّد تظاهُرة تستمرّ عشرة أيّام

أمّا الناقد باسم صادق، الذي شارك في دوراتٍ سابقة ضمن لجان المشاهدة التي تنتقي العروض المشاركة، فأشار إلى أنَّ إحدى العقبات التي تُواجه تلك اللجان هي رداءةُ وعدمُ وضوح صورة العروض المرشَّحة، حيث تُحفظ على أقراص مدمجة، داعياً إلى استبدال تلك الطريقة بعرض الأعمال عبر الإنترنت، مقترحاً، أيضاً، أنْ يستمرّ عملُ اللجان طوال السنة، وألّا يقتصر على الفترة التي تسبق المهرجان.

أمّا الكاتبة المسرحية رشا عبد المنعم، فلفتت إلى ضرورة مراجعة دور المهرجان وأهدافه، وتحديدها بدقّة؛ بحيث لا تكون مجرَّد أهداف نظرية لا تمتُّ إلى الواقع بصلة، مُشيرةً، في هذا السياق، إلى أنّ لائحة المهرجان غير منشورةٌ على موقعه الإلكتروني.

ويذهب الناقد محمد بهجت في الاتجاه نفسه؛ حيث يؤكّد أنّ جميع التوصيات التي اقتُرحت خلال دورتَين، كان عضواً خلالهما في اللجنة العليا للمهرجان، لم تُؤخذ بعين الاعتبار، مضيفاً أنَّ مشكلة المهرجان ليست مادّية، بل تتلخّص في غياب معايير واضحة فيه، وأيضاً عدم وضوح أدوار أعضاء لجانه، مضيفًا: "ثمّة شخصٌ واحد يملك القرار، بينما يتلخّص دور بقيّة الأعضاء في تقديم آراء استشارية".

وخصصت الناقدة المسرحية رنا عبد القوى، مداخلتها، للحديث عن آليات الإنتاج والتسويق الخاصّة بالمهرجان، معتبرةً أنّ المسرح المصري يعيش أزمة حقيقية تتعلّق بالإنتاج والتسويق على مدار العام، وأنَّ تلك المشكلة لا يُمكن حلُّها خلال عشرة أو خمسة عشر يوماً، هي عمرُ التظاهُرة.

وبينما قال مقرّر "لجنة المسرح"، عصام السيّد، بأنّ لجنته تعمل على إعداد جميع التوصيات التي أُعلن عنها في ختام الدورات السابقة، نفى رئيس "المهرجان القومي للمسرح"، يوسف إسماعيل، وجودَ معوّقات فعلية، معتبراً أنَّ الأمر يتعلّق غالباً بـ"بعض الشكليات"؛ مثل انقسام المسرحيّين حول شكل المهرجان.

المساهمون