"الدولة العربية".. فشل التغيير ومساراته

"الدولة العربية".. فشل التغيير ومساراته

11 مارس 2020
مبارك عمان/ المغرب
+ الخط -

تتعدّد القراءات حول نهاية الدولة العربية التي قامت بعد الاستقلال، لكنها أخفقت في التخلّص من سيطرة الكولونيالية الغربية وظلّ استقلالها منقوصاً بدرجات متفاوتة، وتعثّرت أيضاً في تحقيق التنمية والتحديث واللحاق بركب العصر.

وخلال العقد الأخير، ومع انتفاضة عدّة شعوب عربية ضدّ حكّامها وما واجهه بعضها من قمع وقتل ممنهجين قادا إلى الفوضى والاقتتال الأهلي والتدخّل الأجنبي، بات التساؤل عن تلك الإخفاقات ومآلاتها أكثر إلحاحاً من ذي قبل، والتشكّك أكبر في إمكانية إسقاط نموذج مفترض للدولة من علٍ.

صدر حديثاً عن "دار الشروق"، بالتعاون مع "جامعة فيلادلفيا"، كتاب بعنوان "الدولة العربية من السلطوية الى الحداثة" للأكاديمي والباحث الأردني إبراهيم بدران، وهو عمل يضيء على المحرّكات الأساسية للتطوّر الاجتماعي والاقتصادي الذي يكاد يصبح عصياً على التحقيق في المنطقة العربية.

يمثّل الكتاب امتداداً لأعمال سابقة أصدرها المؤلّف حول سياقات متشابهة، مثل كتابه "حول التاريخ والتقدم في الوطن العربي" (1991) الذي تناول فيه الأسباب الكامنة وراء "التخلّف" بوصفه قضية بالغة التعقيد، ودون فهم جذورها والعوامل الفاعلة فيها تكون الفرصة للوصول إلى التقدم ضعيفة.

يتضمّن مؤلّفه الجديد خمسة فصول، هي: الدولة الحديثة، والدولة العربية الراهنة، والتصنيع محرك التحولات الاجتماعية، والثورة الصناعية رافعة التعليم، والتسامح والحداثة والتقدم.

ويلفت بدران في تقديم الكتاب إلى "تسارع دول العالم في بناء مؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي تعزيز قدراتها على الإنجاز والإبداع والمنافسة، في الوقت عينه تتراجع الاقطار العربية على مستوى الدولة والمؤسسات ويتزايد الاعتماد على الخارج في كلّ شيء".

يستعرض الكتاب تفاقم مشكلات الحكم والإدارة والفقر والبطالة إلى الدرجة التي أصبح العالم العربي فيها مسرحاً مفتوحاً للنزاعات والحروب الأهلية وفضاء واسعاً للتدخّلات الأجنبية.

ويطرح سؤالاً مباشراً: لماذا هذا الفشل المتواصل سنة بعد سنة، وعقداً بعد عقد، في التقدّم والاستقرار والانتقال إلى مرحلة البناء والمساهمة في بناء عصر حضاري جديد يصنعه المواطن، الذي يشارك في صنع مستقبله من خلال المؤسسات والطاقات الوطنية".

كما يجيب عن أسئلة من منظور عملي تطبيقي مثل: ما الذي يتغير بالشعوب والمجتمعات؟ من الذي يبدل ويطور العقلية المجتمعية ويرفع من ثقافة المجتمع ليقترب من حالات التفوق لدى الآخرين؟ وهل المجتمعات العربية عصية على التغير؟

يُذكر أن للمؤلّف العديد من الإصدارات منها "الدولة والديمقراطية والمجتمع"، و"الريادية والابداع في إدارة المشاريع"، و"نحو استراتيجية وطنية للثقافة المجتمعية"، و"النهضة وصراع البقاء"، و"الطاقة النووية وحادثة تشير نوبل"، و"دراسات في العقلية العربية"، و"في الفكر والثقافة والتقدم".

المساهمون