إصدارات.. نظرة أولى

إصدارات.. نظرة أولى

14 اغسطس 2018
كيوكو أمازو/ اليابان
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين اللسانيات والمعاجم والفنون وعلوم البحار والشعر والفلسفة وتاريخ الأسطورة.

■ ■ ■

صدرت حديثاً عن "جداول" ترجمة كتاب "أسس اللسانيات النفسية" للباحثتيْن إيفا م. فيرنانديز وهيلين سميث كيرنز، والذي نقله إلى العربية المترجم العراقي عقيل الشمري. يتناول الكتاب الكيفية التي يكتسب بها الناس اللغة، والكيفية التي يستعملونها بها ليتحادثوا ويتفاهموا، وكيفية تمثيل اللغة ومعالجتها في الدماغ. يستعرض الكتاب أيضاً الأسس البيولوجية للغة البشرية، وكيف يتم من خلالها إنتاج الجمل واستيعابها، بوصف الخطوات المتتابعة لهذه العملية منذ اللحظة الأولى التي تولد فيها الفكرة في ذهن المتكلم حتى اللحظة التي يتم فيها فهمها في ذهن المستمع.


صدر مؤخراً "معجم المشكلات الثقافية" للباحث المغربي سعيد يقطين عن "دار الحوار". يشير المؤلف إلى أن كتابه يندرج ضمن رؤية تحاول ترسيخ المعاجم في الفعل الثقافي العربي بحيث لا تنحصر في دورها المنفعي بالعودة إليها لمعرفة معنى كلمة. من أبرز ما يقدّمه المعجم عدد من المفاهيم المرتبطة بالثقافة مثل: "الغربة الثقافية" و"القتل الثقافي" و"التدليس الثقافي" و"الدونكيشوتية"، كما يعود إلى أهم السجالات التي شغلت الساحة (أو بالأحرى الساحات) الثقافية العربية على مدى قرنين مثل التراث، والعلاقة بالغرب، مسألة الصراع بين التحديث والتقليد.


عن "منشورات جامعة إدنبرة"، صدر حديثاً كتاب "الفن الفارسي.. صنع الصور في أوراسيا" لمجموعة من المؤلّفين من تحرير مؤرخة الفن الإسلامي يوكا كادوي. تتناول الدراسة الدور التاريخي والديني والعلمي في تشكيل الثقافة البصرية في إيران والمحيط الذي تأثّر بفنونها التي تفاعلت مع حضارات الشرق الأقصى ووسط آسيا وغربها وشرق أوروبا بدءاً من القرن الثالث الميلادي مروراً بالحضارة الإسلامية ووصولاً إلى العصر الحديث، وكيف انعكس ذلك على كتابة المخطوطات والتقاليد المعمارية والعلوم والحروفيات والزخرفة وصناعة السجاد والفسيفساء والخزف والحلى والرسم والنحت.


ضمن "سلسلة الثقافة العلمية" التي تشرف عليها "الهيئة العامة لقصور الثقافة" في مصر، صدر مؤخراً كتاب "في دفتر التنوّع الأحيائي المائي" للباحث المصري في علوم البحار رجب سعد السيد، وهو عمل أقرب إلى التبسيط العلمي حيث يشرح مختلف عناصر الحياة في الماء ويقوم بتصنيفها بناء على منهجيات علم التصنيف في علوم الحياة. يذكر أن المؤلف صدرت له في السابق أعمال حول العلوم والبيئة مثل "أجراس الخطر والكوارث الطبيعية" و"في عالم البحار"، كما صدرت له أعمال أدبية منها: "الأشرعة الرمادية" (مجموعة قصصية)، و"نقوش الدم" (رواية).


بترجمة عن الصينية أنجزتها يارا المصري، صدرت مؤخراً عن منشورات "مسعى" مختارات شعرية بعنوان "معابد معتمة" للشاعر الصيني شي تشوان. تلفتنا المترجمة في تقديم المختارات إلى موقع تشوان في المشهد الأدبي الصيني اليوم كأحد الشعراء الذين يصعب تصنيفهم، ويعود ذلك إلى أن مرجعيات قصائده تتأرجح بين مشاغل الحياة اليومية البسيطة وبين قضايا التاريخ البشري، والصيني بوجه أخص، ومن أبرز ما ينقله التقديم قوله: "الكتابة مثل الثقب الأسود، إن لم تملك القوة اللازمة فلا تقترب منها وإلا ستمتصّك داخلها، لذا ابتعد عنها واعثر لك على شيء آخر".


في طبعة مشتركة بين "منشورات ضفاف"، و"الاختلاف"، و"دار الأمان"، صدر حديثاً كتاب "جغرافية التفلسف.. دارسة في مواقف الفلاسفة من المناخ والبيئة وأثرهما في الإنسان" للباحث العراقي حسن مجيد العبيدي الذي يطرح تساؤلات حول البيئة وعناصرها من تربة ومياه ونباتات وحيوانات ومعادن، وأسئلة حول المناخ أكان معتدلاً أم حاراً أم بارداً، والشمس والقمر، والكواكب السيارة، وهل لها تأثير مباشر على الإنسان، لا سيما في طرائق عيشه وسكنه، وفي إنتاجه للحضارة والمدنية والثقافة والعلوم والمعارف والفلسفات والفنون والشرائع والصناعات.


"ماركس.. نزع الغيبية عن الفلسفة" عنوان الدراسة التي صدرت مؤخراً للباحث الفرنسي جان فيولاك عن "إليبس". العمل يعود إلى مفهوم الإبستمية، أي التصوّر العام الثقافي في مرحلة بعينها، ويطبّقها على القرن التاسع عشر الذي عاش فيه ماركس، مبرزاً القطيعة التي حدثت معه داخل الفلسفة حيث نقل مواضيعها من المثاليات إلى الواقع، مشيراً إلى استفادته بالخصوص من تعدّد مرجعياته الثقافية خصوصاً القانون والاقتصاد وعلم الاجتماع والبيولوجيا على عكس معظم معاصريه المنحصرين في الدرس الفلسفي. تلاحم هذه العناصر أتاحت ما يسمّيه المؤلف بـ"نزع الغيبية عن الفلسفة".


عن "دار المركز الثقافي للكتاب"، صدر للمؤرخ العراقي خزعل الماجدي كتاب "أنبياء سومريون.. كيف تحوَّل عشرة ملوك سومريين إلى عشرة أنبياء توراتيين؟" وفيه يدرس سير عشرة من الآباء المؤسسين للبشرية والذين درجت المراجع التاريخية على اعتبارهم؛ كلّهم أو بعضهم، من الأنبياء، وهم آدم، وشيث، وإنوش، وقينان، ومهلالئيل، ويارد، وأخنوخ (إدريس)، ومتوشالح، ولامك، ونوح، ليصل إلى خلاصة أنهم عشرة ملوك سومريين حكموا مدناً في بلاد الرافدين، لكن المرويات التوراتية حوَّلتهم جميعاً من ملوك إلى آباء وأنبياء، بدأ بهم ظهور الإنسان على وجه الأرض.


المساهمون