"شنكالنامة": بين شنكال وسنجار

"شنكالنامة": بين شنكال وسنجار

23 يونيو 2018
سارة شمة/ سورية
+ الخط -

صدرت مؤخراً الرواية الثانية للكاتب السوري إبراهيم اليوسف بعنوان "شنكالنامه" (دار أوراق)، الرواية إحدى السرديات التي قاربت لحظة ما من آلام السبايا الإيزيديات اللواتي نكّل بهن "داعش".

تجري أحداث الرواية ما بين شنكال وسنجار؛ المنطقة التي يقطنها الإيزيديون والموصل والرقة، وأبطالها من الإيزيديين، ما خلا أحد الرواة/المؤلف الذي يعمل في مؤسسة إعلامية في الإمارات، ويهزه نبأ غزو داعش لشنكال وبيع الإيزيديات في أسواق النخاسة.

يتذكر الراوي أسماء إيزيدية مقربة منه، ويتواصل معها. بعض من يتصل بهم يرد، على مضض، وبعضهم لا يرد، بل إن صديقته" تيلي" التي تعرف عليها في دمشق في ثمانينيات القرن الماضي، كفنانة تشكيلية، لجأت إلى سوريا مع المعارضة العراقية تترك أثرها في نفسه، لأخلاقها العالية، ولوحتها التي تصدر بها غلاف كتابه.

يلتقي الراوي بتيلي مجدداً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، يتحاوران، يتناقشان، تؤازره على عمله بغرض إنجاز كتاب عن الإيزيدية. إلا أن اختفاءها المفاجئ، بعيد الغزو يقلقه، ويدفعه إلى البحث عنها.

في النهاية يكتشف أنها هي نفسها ابنة تلك المرضعة الإيزيدية الشنكالية/ السنجارية التي لجأت وزوجها إلى سورية في مطلع ستينيات القرن الماضي، وهي الآن أسيرة لدى "داعش"، كما أن المرضعة نفسها مجهولة المصير.

الأحداث تطرح الكثير من القضايا من بينها معاناة الإيزيديين بعامة وهجرتهم، ومن ثم المقاومة من أجل استرداد شنكال.

تستعرض الرواية معاناة الكرد ومنهم الإيزيديون من نظامي دمشق وبغداد اللذين عملا على تغيير ديموغرافيا مناطقهم. ناهيك عن الإشارة إلى الخلافات التي تظهر بين طرفين كرديين هما: "حزب العمال الكردستاني" و"الحزب الديمقراطي الكردستاني".

لم تنس الرواية الإشارة إلى بيئة شنكال، وأساطير الإيزيديين، وديانتهم وما تعرضوا له في التاريخ المعاصر.

دلالات

المساهمون