"السينمائي" 4: العربي بعدسة الغرب
(فيلم "أنا وسيزان" لـ دانييل ثومبسون)
لا تنحصر محاولات تنميط صورة محدّدة بشعب بعينه في السينما الغربية، الأميركية تحديداً، ولم تنج منها شعوب كثيرة، فظهر الروسي عنيفاً ماكراً لكن يجري التغلّب عليه في النهاية، والصيني لا يهمّه سوى الربح السريع، واللاتيني خارج القانون، لكن تحوّلات طرأت على العربي الذي جرى تقديمه حتى وقت قريب في سياق اختراع شرق ساحر بدائي، وصولاً إلى تصويره متطرّفاً إرهابياً في الأفلام التي أُنتجت خلال السنوات الأخيرة.
يقدّم العدد الرابع من مجلة "السينمائي" الفصلية، التي تصدر عن "نادي الجسرة الثقافي" في الدوحة، ملفاً عن صورة العربي في السينما العالمية، الذي "ما يزال يقدّم بشكل سلبي لا يستحق الاحترام في مجمل الإنتاج السينمائي العالمي"، كما أورد إبراهيم الجيدة رئيس تحرير المجلة في افتتاحيته.
بدوره، لفت الكاتب إبراهيم يوسف إلى تأثير التناول الغربي لشخصية العربي في وعي المتلقى في العالم العربي، بينما عنون الناقد والروائي المصري محمود الغيطاني مقاله بــ"العربي ذلك القاتل البشع"، وناقش الكاتب الجزائري فيصل لحمر "صوت العرب من منظار الخيال العلمي".
بدوره، تناول الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم "الصورة الإيجابية للعربي في السينما العالمية"، وكتب القاص الأردني هشام البستاني تحت عنوان "هوليود معكوسة/ فضيحة الاستعمار وهزيمته في آفاتار"، فيما نشر الكاتب المصري سيد محمود سلام مقاله "داعش تفتك بكلّ محاولات التصحيح"، وبحث الكاتب الأردني حيدر البستنجي "طوفان النمطية القاتلة دون مواجهة والحرب التي لم نخضها بعد".
احتوى العدد قراءات عديدة؛ إذ قدّم الناقد الأردني محمود الزواوي فيلم "لا لاند"، وكتب رشيد حسني من تونس عن "شريط سيزان وأنا لـ دانييل ثومبسون، تعشيق سحر الأدب بالفن التشكيلي"، ومحمد عبد الرحمن من مصر عن فيلم "آخر أيام المدينة"، وهنادي العنيس من فلسطين حول "الخوف، قطار الملاهي الذي نركبه لندخل عقل هيتشكوك"، ونشر الناقد المصري محمد هاشم عبد السلام مقالاً عن الدورة الأخيرة من "مهرجان برلين السينمائي"، وكتب الناقد الجزائري عبد الكريم قادري مقالاً عن الدورة الأولى من "مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية"، وتتبّع الكاتب المصري هيثم رضوان تتبّع تجربة المخرج الإيراني أصغر فرهادي، وتناولت الكاتبة المصرية ناهد صلاح عوالم التمثيل عند عمر الشريف.
كما قدّم الناقد العراقي علاء المفرجي "سيرة الرؤساء في السينما، لنكولن نموذجاً"، والباحثة الجزائري أمينة حاج داود قراءة في كتاب "عرق الضفدع/ أكيرا كوروساوا" الذي ترجمه الناقد والمخرج فجر يعقوب، أما الناقد السينمائي المصري كمال رمزي فناقش فيلم "سبارتكوس/ حلم العدالة الأبدي"، وكتب الروائي الأردني جمال ناجي العدد مقالاً بعنوان "عندما يلتقيان".
