رشيد بوطيب.. هزلية فلسفية عن "الحلم الألماني"

رشيد بوطيب.. هزلية فلسفية عن "الحلم الألماني"

17 نوفمبر 2017
هاتيس كارادوغان/ تركيا
+ الخط -
"الحلم الألماني" عنوان الرواية التي صدرت حديثاً للباحث المغربي رشيد بوطيب (1935) عن "منشورات المتوسط" في مدينة ميلانو الإيطالية، وهي تتناول حياة عدد من المهاجرين في مغتربهم؛ الموضوع الذي يشكل أحد اهتمامات الكاتب في دراساته ومقالاته ذات الطابع الفكري والفلسفي.

يقدّم صاحب كتاب "رسَالة إلى مُفكّر هَرِم"، بحسب البيان الصحافي للناشر، "هزلية فلسفية أكثر منها رواية، أو هي هزلية اختار لها الكاتب قالباً روائياً، ربما لأنه يفتح أمام الكاتب أفقاً أوسع للتفكير أو بالأحرى للتجربة".

وأضاف "شخصيات مفهومية، لا ريب، تلك التي نلتقيها هنا، وفي الآن نفسه، شخصيات من لحم ودم، هاجرت أو دُفعت للهجرة، لأنه لا وطن لها ولا حق لها في انتماء. هاجرت، محملة بأوهام كثيرة، وما هذا النص سوى محاولة لاستعادة تلك الأوهام التي نفقدها الواحد تلو الآخر، في طريقنا إلى الوهم".

تدور أحداث هذه الهزلية في مدينة فرانكفورت الألمانية، وتقوم كلها على حوارات متعددة ومتداخلة، هناك دائماً نص أو نصوص مرئية وأخرى مضمرة، بطلها الوحيد هو البرد، البرد القارص، المنفلت من عقاله، الذي يلقي بظلاله على الشخصيات المختلفة، ويعبر عن نفسه في لغة مقتضبة، شذرية، وفي الآن نفسه، مغرقة في الواقعية. برد يشتعل في الأعماق، برد هو نقيض الوهم.

تذهب لغة الرواية وأجواؤها إلى مناخات غرائبية تصوّر حقيقة ما تعيشه شخصياتها، حيث يرد في مقطع منها: "لقد سرقوا وجهي في غفلة مني. كنتُ مستغرقاً في النوم، لمّا دلف أحدهم على أطراف قدميه إلى غرفة نومي، وسرق وجهي دون أن يثير أدنى جلبة. وهكذا حين استيقظتُ في الصباح، لم أجد وجهي. أخبرتُ الشرطة الديمقراطية، لكنهم سخروا مني جميعهم. قال أحدهم، إنني لا أحتاج إلى وجه، وضحك الآخرون".

في روايته "موت" (2005)، عالج بوطيب أيضاً ثيمة الهجرة ضمن ما يطرحه من تأملات عميقة حول معنى السلطة ورمزيتها، وكذلك في مقاربته للموت من خلال سياق حضوره الطاغي في العمل.

يُذكر أن رشيد بوطيب كاتب وباحث درس الأدب العربي والعلوم الإسلامية في "جامعة محمد الخامس" في الرباط، ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة من "جامعة فرانكفورت"، وهو يقيم في ألمانيا. صدرت له عدة أبحاث في مجال الفكر والفلسفة، إضافة إلى ترجماته ومنها "خطاب إلى الرجل الصغير" لـ فيلهلم رايش، و"شذرات" لـ إلياس كانيتي، و"خطاب ضد الإسلاموفوبيا في ألمانيا والغرب: مناهضة بيغيدا" لـ ستيفان فايدنر.

المساهمون