دهر الأبالسة

دهر الأبالسة

20 يناير 2019
+ الخط -
في عالم سيئ بشع وظالم يعلو فيه صوت الباطل على الحق. عالم الظلام فيه أكثر من النور. عالم مُجرد من كل مشاعر الإنسانية النبيلة والحميدة لا يوجد به سوى الخراب والدمار. عالم مُظلم مُفتقد للسلام والمحبة يحكمهُ بضعة أبالِسة يتحكمون في أحلام الفقراء، والنبلاء والبسطاء من الناس الذين قلوا في هذا الزمان الشرير..

أصبحنا مجبرين على الحياة في هذا العالم ولا حول لنا ولا قوة، وفي هذه الحقبة بالتحديد مُحاطون بالأبالسة والمستغلين وأصحاب المصالح الشخصية الذين يدعون أنهم يعبدون الله ويعرفونه جيدا، ربما.. ولكنّ أفعالهم ومبادئهم -إن صحت تسميتها مبادئ- لا تعبد سوى إبليس، حتى إبليس أصبح يقف ويتعلم من أفعالهم! بل ويُصفّق لهم، لأنهم ربما أصبحوا أكثر مكرا وخداعا منه..

دعني أخبرك بالحقيقة يا صديقي، العالم أصبح مكانا مخيفا أكثر من أي وقت مضى، لا نرى كل يوم في نشرة الأخبار سوى القتل والحروب والدمار، أوطان محتلة مسلوبة من مواطنيها، وأطفال رضع تُقذف عليهم الصواريخ والرصاصات كأنهم أصبحوا أخطر ما في العالم، أمهات تبكي وآباء تُجبر على ترك أوطانها.


تجد الشباب الذين هم مستقبل الوطن وعموده الفقري يغرقون على الحدود في البحار وتغرق معهم أحلامهم، التي قد سبق قتلها على أيدي أولئك الأبالسة، والناجي منهم يدور في سواق من الاحباط وفي دوائر من الآلام ليس لها سوى نهاية واحدة، ربما سيندم على أنه لم يغرق أو سيسعى إلى الغرق..

دعوني أطمئن قلوبكم جميعا.. العالم ليس سيئاً كما أظن أنا وتظنون أنتم، العالم أسوأ بكثير مما نظن جميعا، ينهش لحم الضعفاء ويقسو على البسطاء ويقتل أبسط أحلام من ليس لهم طموحات عظيمة ولا يريدون قصورا فاخرة، وعربات، وطائرات باهظة الثمن، العالم لديهم أصغر وأبسط بكثير..

تكاد تكون أبسط غايتهم عندما يجوعون أن يجدوا ما يأكلونه، حينما يبردون أن يجدوا ما يكسوهم ويحميهم من قسوة البرد، وقتما يمرضون أن يجدوا من يشفق عليهم ويعطيهم الدواء.

أعلم جيدا أنه في الوقت الراهن الظلمة تكسو النور، والشر ينمو ويكثر، بل ويتغلب على الخير أحيانا، الظالم يعيش ويعمر، والقاتل حر طليق، والعالم مليء بالعنصرية والإرهاب ولا ينصف سوى أصحاب النفوذ والمال والغايات المنبوذة.

في الروايات والقصص والأفلام ينتصر الخير على الشر في النهاية دائما، لكن في هذا الزمن الشرير لا نصر سوى للشر، ولكن يجب عليك أن تعلم أن هذا يحدث الآن، لأنها ليست النهاية وربما سيحدث لاحقا إلى أن تأتي النهاية ويتدخل القدير والديان العادل وينصر المظلوم، وينتقم لأولئك البسطاء من كل من كان سببا في أوجاعهم ويعيطهم أكثر مما تمنوا.

الله يسمع أنين المظلومين ومكسوري الخاطر، وسيجفف دموع الفقراء وكل من قتله الأبالسة، ولذلك لا تكن إلا قويا، إياك والضعف والاستسلام، كلما أسقطوك انهض وحارب من أجل أهدافك وأحلامك، من أجل السلام والمحبة.. وتذكر دائما انك اما أن تستسلم لدهر الأبالسة وتغرق في قاع المحيط، وإما أن تبهرهم بالمقاومة حتى النهاية.. إياك أن تخضع.
06E9D094-7783-41F5-A24D-3D86DE54107C
أبانوب عدلي

كاتب... حاصل على بكالوريوس تجارة - جامعة دمياط.

مدونات أخرى