الأمازيغية... ما الذي تغير؟

الأمازيغية... ما الذي تغير؟

14 فبراير 2018
+ الخط -
المتتبع للزوبعة الحاصلة في الساحة الجزائرية على أثر إطلاق النائبة البرلمانية نعيمة صالحي تصريحات قالت فيها إنها ستقطع لسان ابنتها في حال نطقت حرفاً واحداً من الأمازيغية.

البرلمانية والفائزة بمقعد برلماني عن ولاية بومرداس، وهي منطقة قبائلية، بعد أن زكاها سكان الولاية، لم يتقبل سكان الولاية خرجتها هذه والبعض اتهمها بأنها خدعتهم، والأخيرة نشطت حملتها بلافتات أمازيغية بغية كسب أصوات سكان المنطقة.

تصريح نعيمة صالحي ترافقت معه ردات فعل متباينة، فالبعض اعتبر أن هذا الكلام من المفروض أن لا يصدر من نائب برلماني، خصوصاً استعمالها عبارة سأقطع لسان ابنتي في حال نطقت كلمة أمازيغية، فالأمر بالنسبة لهم طعنة ظهر لسكان الولاية الذين منحوها أصواتهم وإهانة لهم، في مقابل ذلك هناك من دعم ما قالته وربطوه بحركة الماك الانفصالية.


العجيب في هذا التراشق الجاري أن من كان يختلف أمس مع نعيمة صالحي وبشدة هو اليوم في صفها وتغيرت معهم مفاهيم التخندق، فنعيمة صالحي التي كانت أمس محل معارضة وسخرية وتنكيت من قبل عدد لا بأس به من التيارات، هي اليوم محاطة بهم، والأمر الذي يطرحه البعض اليوم كيف لنعيمة صالحي التي اعترفت أمس بالدستور الجديد الذي يعترف بدسترة الأمازيغية أن تمانع اليوم بتدريسها؟!

بين هذا وذاك تأخذ القضية أبعادا أخرى وتخرج عن نطاقها المرسوم لتتعدى ذلك إلى تراشق وسب وشتم في فضاءات مواقع التواصل الاجتماعي. الأمر لم يتوقف عند هذا فحسب، بل تجاوزه لدرجة قذف نعيمة صالحي وعائلتها.

فيما اتهمها البعض بممارسة الشعبوية الزائفة، فسكان الولاية انتخبوها لحل مشاكل الولاية وليس للتطرق لقضايا لن تزيد إلا الفجوة بين المجتمع الجزائري الذي تترصده أطراف تحاول الاصطياد في قضية الأمازيغية لمآرب تشتت وحدة الوطن.

ختاما فإن ما يحدث حاليا من تراشق في الساحة والقنوات التلفزيونية هو نوع من التلهية يخدم سلطة الأمر الواقع التي تحاول إخماد إضرابات واحتجاجات الطبقة الاجتماعية من أطباء وأساتذة بعيدا عن الرأي العام. والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستأخذ تصريحات نعيمة صالحي أبعادا أخرى؟.. الأيام وحدها كفيلة بالإجابة عن ذلك.

1308365E-CF50-4965-9064-2661DA625D7C
إلياس رحماني

أستاذ وناشط سياسي... عاشق للغة الضاد، أحب النقاش بعيدا عن الشخصنة والعاطفة.