إلى هنا وفقط يا بايرن؟

إلى هنا وفقط يا بايرن؟

15 نوفمبر 2018
+ الخط -
شكّلت خسارة بايرن ميونخ في الجولة الحادية عشرة من الدوري الألماني -بوندسليغا- السبت الماضي صدمة قويّة لعشاق القلعة البافارية، خاصة وأنّها أضيفت لسلسلة الانهزامات والتعثّرات التي وقع فيها النادي البافاري في الفترة الأخيرة، والأكثر من هذا كانت الصدمة أكبر لأنّها كانت ضد غريم تقليدي اسمه بروسيا دورتموند بمعقل هذا الأخير سيغنال إيدونا بارك..

ومع هذه الخسارة التي كانت مفاجئة وصادمة إلاّ أنّ المتتبّع الجيّد لأخبار فريق إقليم بافاريا يدرك أنّ الفكرة باتت واضحة لعشّاق كرة القدم وليس فقط لجماهير النادي البافاري، وأنّ "بايرن ميونخ مريض منذ فترة طويلة" وليس فقط في الآونة الأخيرة التي شهدت على تراجع كبير لأداء الفريق تحت قيادة المدرب الكرواتي ولاعب النادي السابق "نيكو كوفاتش" ومن هنا يتساءل عشاق الكرة الأوروبية والألمانية عموما وعشّاق البايرن خصوصا عن سبب هذا التراجع، وهل المدرب هو المسؤول المباشر؟ وما هي الأسباب التي أدّت إلى تراجع نتائج الفريق؟ وعلى من تقع المسؤولية المباشرة؟ وما هو الحل؟

بداية يمكن القول إنّ كوفاتش يتحمّل جزءا من المسؤولية، إذ إنه في عالم كرة القدم لمّا يتعثّر الفريق يتحمّل المدرّب الجزء الأوّل والأكبر من المسؤولية، ولكنّ الذي يمكنه أن يقود الفريق للفوز بأوّل سبع مباريات من الموسم في جميع المسابقات، ومن كان قاب قوسين من تحقيق رقم قياسي جديد بعدد الانتصارات مع انطلاق الموسم، والمدرّب الذي فاز بكأس ألمانيا نهاية الموسم الماضي في النهائي مع إينتراخت فرانكفورت ضد فريقه الحالي، على الأرجح ليس فاشلاً ويدرك ماذا يفعل، بل ويشهد الكلّ في محيط النادي بأنّه يثابر ويقدّم ما هو مطلوب منه في مركز التدريبات، ويهتم بأدقّ التفاصيل وبفكر جديد..


وقد أصبح الجميع اليوم يدركون أنّ الرجلين الأوّل والثاني على رأس الفريق يتحمّلان المسؤولية الأكبر لما يعيشه الفريق من خيبات، فهما اللّذان عبّرا أكثر من مرّة في تصريحاتهما أنّ النادي يملك الكثير من اللاّعبين وعليهم بيع بعضهم من دون الإتيان بلاعبين جدد، زاعمين أنّ هناك تخمة في وسط الملعب، وقد حاول المدرب في بداية الموسم التلميح لضرورة الإتيان بلاعبين لكن سرعان ما اضطر لتغيير رأيه بعد تصريحات رئيس النادي "أولي هونيس" الذي لطالما تدخّل بهذه الأمور وفرض سلطته مع أسلاف كوفاتش مثل كارلو أنشيلوتي وبيب غوارديولا.

فالإدارة لم تكلّف نفسها عناء شراء لاعب واحد، بل اكتفت بصفقة واحدة مجانية ومن العام الماضي، وهي صفقة اللاعب ليون غوريتسكا القادم من شالكه 04، وخير دليل تصريحات الرئيس أولي هونيس عقب هذه الوضعية بأنّ المدرّب كوفاتش لا يتحمّل المسؤولية بل وسيدافع عنه في الأسابيع المقبلة بغضّ النظر عن النتائج.

كما تعتبر إصابات اللاّعبين سببا آخر في هذا الوضع مثل الإصابة الطويلة للفرنسيين الواعدين كينغسلي كومان وكورنتين توليسو، وتكرّر إصابات بعض اللاعبين كأرين روبن وجيمس رودريغيز وفرانك ريبيري ورافينيا وبواتينغ و..إلخ. وهنا يعود الحديث عن الطاقم الطبّي للفريق خلال السنوات الأخيرة الذي لم يستطع إنقاذ اللاعبين وتجنيبهم هذه المشكلات الفردية، ما يعني عدم توفّر الفريق على البدلاء المناسبين.

ناهيك عن عدم رضا البعض الآخر عن المداورة التي يقوم بها المدرب، فالأنانية تتفشّى لدى بعضهم والتذمّر خرج إلى العلن وبدا واضحاً على تصرفاتهم داخل الميدان وخارجه.
ما الحلّ؟

في ظلّ هذه الظروف، أصبح الحلّ واضحا ومعروفا والرسالة مفتوحة وموجّهة إلى الرئيسين "أولي هونيس" و"كارل هاينتس رومينيغه" بأنّ عشّاق النادي البافاري ينتظرون منكما تغييرات كبيرة على مستوى سياسة النادي، وفحوى هذه الرسالة كالتالي:

"نتمنّى أن تقوما بالتغيير اللاّزم في تشكيلة الفريق وتدعيمه بلاعبين شباب ونجوم، لأنّ وضع العملاق البافاري في تراجع. أرجو أن تضخّا الأموال كما تفعل الأندية الأوروبية الكبرى في كلّ فترة انتقالات، وكفاكما تفاخراً بما قدّمه الفريق خلال الخمس سنوات السابقة، وكفاكما التفاخر بثلاثية مرّت عليها 5 سنوات، فجميع النوادي الأوروبية جدّدت نفسها داخليا وتطوّرت وأصبحت أكثر جاهزية لكلّ الألقاب، بل حتى النوادي الألمانية المحلّية المنافسة والتي لطالما حاولتما إضعافها من خلال إغراء لاعبيها ورؤسائها بالقليل من المال بدأت تقف النّد للنّد في مواجهتكم، وخير دليل ترتيب الفريق البافاري هذا الموسم باحتلاله المركز الخامس بفارق سبع نقاط عن المتصدّر بروسيا دورتموندً".
5105A84F-6CD5-438D-A82A-C5FC0A3EEF23
فتحي بوخاري

أستاذ جامعي جزائري بجامعة الشهيد حمة لخضر بالوداي، ومدرب تنمية بشرية معتمد من الأكاديمية العربية العالمية للتدريب والتطوير.