بين أشرف فياض وبن صهيون… السعودية تتغير؟

بين أشرف فياض وبن صهيون… السعودية تتغير؟

27 نوفمبر 2017
+ الخط -
من بين التهم الموجهة إلى الشاعر الفلسطيني، سعودي المولد، أشرف فياض؛ " الإلحاد"، لأنه عبّر عن رأي نقدي، وأن "الصور التي بحوزته مع الجنس الآخر" تخالف حظر الاختلاط.

"نافخ البوق"، ابن صهيون، المسمى عربياً بابن تسيون تخفيفاً، المتطرف في القدس والمؤمن بشعارات رحبعام زئيفي ومائير كهانا وعوفاديا يوسيف عن "أبناء الأفاعي.. والذبح للعرب.."، لم يرتكب في ما يبدو/ في مرحلة "الحداثة .. والعلمانية الجديدة"/ أي جرم يستحق المقارنة مع "تهم الشاعر أشرف فياض".

ليس المؤسف فقط أن تذهب السياسة السعودية إلى دعوة عضو حزب صهيوني متطرف ليلتقط صوراً مع "النساء العربيات.." ويتحدث عن "الإخوة العرب.."، وإشارته بخبث إلى أحرف عبرية من المسجد النبوي، في السعي الدؤوب إلى تخليق صورة تطبيعية، بل فوق الدعوة، في مسار طويل لترويض العقل العربي، تبدو سياسة البحث عن بوصلة نيل الرضا في تل أبيب، وبالتالي في أوساط لوبيات واشنطن، متجاوزة لسياسة "فاستتروا".


اليوم، بات ساسة صهاينة، وبشكل غير مسبوق، يوثقون تفاخرهم بترسخ العلاقة بـ"الاعتدال العربي". المفارقة المثيرة هنا، عدا فهم كيف يتحالف الاعتدال مع التطرف الصهيوني، المعزز لثابت نفي الوجود الفلسطيني، أن هذا يجري تحت خيمة "الحداثة السعودية".

وفي السياق تبرز إشكالية تسويق السياسة والثقافة التطبيعية؛ أمر تقاومه قوى في الغرب، سياسياً وأكاديمياً، إذ بتنا اليوم أمام علنية من المقايضة بفلسطين، كعنوان للتذاكي "الحداثي".

بالتأكيد الدول حرة في سياساتها. لكن ما يشي بدروس المقايضة، خليجياً، حتى عبرالجنرالات العرب، تصريحاً وتلميحاً، على الأقل في السعودية والإمارات، أن فلسطين صارت أيضاً، مثلما كانت عند معسكر "الممانعة"، مشاعاً لكسب شرعية الحكام، ولو تجاوزت بشكل صادم كل الموروثات والتغني بالشهامة. فمن مفارقات الزمن "الجديد" أنك تحكم على عربي يظهر تضامنه مع عربي آخر بالسجن والغرامة، فيما أحفاد جوبتينسكي وبن غوريون وغولدامائير، وبقية القتلة، يتفاخرون من "أرض العرب" بما يرتكب بحق الفلسطينيين باسم "السلام".

أحد أكبر مخاطر هذه السياسات، المرتدة من الدولة إلى عقلية القبيلة، أنها تخاطر حتى بنسف الموروث الديني، لأجل وراثة حكم.

إذاً، الفلسطيني أشرف فياض "يستحق حكماً بالإعدام"، فيما ابن صهيون، يتجول كما يحلو له ملتقطا صوراً مع حسناوات، بمسافة جسدية أقرب من صور فياض، يظهر فيها مرتدياً ما يذكرنا بـ"لورانس العرب".

سيقال الكثير تلعثماً عن دخول هذا الصهيوني إلى السعودية، لكن اصطياد معتمرين ليبيين، وغيرهم في مصيدة "زمن العلمنة والحداثة" لإثبات نية "محاربة التطرف"، لن يقنع أحدا.

لقد أثبتت تجارب فرض التطبيع، وتسويقه جبراً، أن مآلها الفشل وتأتي بنتائج عكسية حينما تملك الشعوب إرادتها.