تشارك الحكومات الغربية في الجريمة المستمرّة منذ أكثر من أربعة أشهر في غزّة بينما مواطنوها في الشوارع، بما يعني أنّها لا تُمثّل شعوبها، بل تمثّل الكيان الصهيوني.
بينما يلتزم كتّاب عرب الصمت عن الإبادة الصهيوينة في غزّة، تعبّر آني إرنو عن دعمها للفلسطينيين، انطلاقاً من التزامها بالمساواة في الحقوق والعدالة للجميع.
المثقّف الغربي حداثيّ وديمقراطي ما لم يتعلّق الأمر بـ"إسرائيل"، حينها يكشف وجهه الحقيقي، وينقلب على مبادئه ويعود لتأييد التطهير العِرقي، وقتل الأطفال بالفوسفور.
هذا العجز العربي، الذي نشهده إزاء الإجرام الصهيوني الذي فاق الخيال، ليس سوى نتيجة حتمية لاستبداد دولة الاستقلال التي راكمت فشلاً مُطلقاً نرى نتائجه اليوم.
هذه "الدولة" الاستعمارية لا تقبل سوى اليهود، بمعنى أنّ الانتماء إليها يمرّ بالعقيدة الدينية. والإنسان إذا لم تكن أمّه يهودية فهو لا يستطيع التمتّع بحقوق المواطنة، بمعنى أنّ الدولة دينية، لليهود فقط، ما يجعلها صيغة حديثة لغيتو في أوروبا القرون الوسطى.
تصوَّر إنساناً يدعو إلى تهجير الشعب البلجيكي من بلده ونقله إلى فرنسا. يبدو الأمر سريالياً، ولكن تكراره في فلسطين حوّله إلى أمر عادي لدى الساسة الغربيّين، أمّا العرب، وباستثناء الفلسطينيين، فلم ينتبهوا إلى ذلك.
نُخب مزيَّفة أوصلت بلدانها إلى هذا القاع، نُخب موالية للاستعمار، وهي تعتقد نفسها حداثية وتقدُّمية وفي حقيقتها تقوم بوظيفة تشويه الوعي وخلق وعي زائف يقبل السردية الغربية الاستعمارية المتخفّية بحداثة كاذبة، ويُحوّل النُّخَب إلى أداة استعمارية بدون وعي.
لا تبحث عن كتابة تروق الآخرين، ولا تبحث عن إرضاء القارئ، لأنّك في هذه الحال تصير أسير نظرة القارئ، أي قارئ كان. القارئ هو صورةٌ ذهنيّةٌ لدى الشاعر أكثر منه حقيقة واقعية. وتكونُ أنتَ في الأسر.
في مصر، قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، اكتشفوا اللانهائي داخل المتناهي. المصريون هم أوّل من عرّف الخط الرياضي: المساحة المحدودة بين ألف وباء تحتوي على لانهائية من النقاط. كذلك القصيدة بين الحرف الأول والأخير ثمّة اللانهائي، وهو سكن الشاعر.
في حياة الكتّاب ثمّة لحظتان. الأولى، تتمثّل في الخضوع للقراءات واستعارة صوت الآخرين، وهي اللحظة التي لا يجرؤ فيها الروائي أو الشاعر أن يقتل الأدب، والثانية حين يظفر بصوته الحقيقي بعد عنت ومكابدة ومعاناة.