حقق الفيس بوك لبعض الفنانين، محترفين وهواة، خصوصاً بعد الانتفاضات العربية، شهرة وانتشاراً من الصعب تحقيقهما في العالم الواقعي. فيكفي مثلاً أن تشارك رسماً أو تصميماً غرافيكياً يحاكي حدثاً راهناً لينتشر بسرعة ويحصد مئات الـ "like".
في السنة الأولى في كلية الفنون الجميلة في دمشق، نتعرّف بشكل مقتضب إلى الاختصاصات الخمسة الرئيسية في الكلية، من ثمّ يختار الطالب رغباته بالتسلسل. كان النحت والحفر، وما يزالان، في أسفل سلم الرغبات في مقابل التصميم الداخلي "الديكور".
كانت نية السيدة شكران الإمام تحويل مرسم رفيق دربها، الفنان السوري الراحل فاتح المدرّس، إلى ما يشبه المتحف/المزار؛ ليعرض أدوات وأغراض الفنان ويوثّق أعماله. لم تتحقق رغبتها كما تصوّرت وتحوّل المكان، تدريجياً، إلى صالة عرض عادية.
أنتج الفنانون السوريون أعمالاً حاولت محاكاة العنف. بعضها أعمال استندت إلى صور واقعية متناقلة عبر الإنترنت. ويبدو أن كثافة الصور وقسوة مقاطع الفيديو تدفع الفنان ليختار، بشكل لا واعٍ، ما يجده "جذاباً" فنياً. إنما كيف يمكن للموت أن يكون جذاباً؟
وفي غزة الآن، ما معنى أن تكون فنّاناً في هذه اللحظة، تحت القصف وبين الضحايا؟ ماذا تستطيع أن تقول عن غزة بالفن؟ فنانون حوّلوا الدخان المتصاعد من الغارات أعمالاً فنية. من الدخان تُصنع الخيول والنساء والأطفال والملائكة وإشارة النصر.