تعرّفنا أنطولوجيا اختارها وقدمها محمد تيسير "غزّة أرض القصيدة" على مقطعٍ عريضٍ من لوحة كتابةٍ شعريةٍ جديدةٍ في فلسطين، في قطاع غزّة حيث استجدّت خصوصية فيه منذ أزيد من عقديْن، كاشفة، تضيء على تضيء على مزاجٍ ملحوظٍ في طرائق الكتابة وحساسياتها الشعرية.
ليس من المناسب حصر المسؤولية في "زعرانٍ" فالتين، في وسعهم التهديد والتجرّؤ والتطاول والتخويف، في وسعهم وقف فعالياتٍ فنيةٍ وثقافيةٍ ومسرحيةٍ وشبابية في فلسطين، بذرائع مختلقة. والقول هنا إنها مسؤولية مجتمعية فلسطينية، ومؤسّسية رسمية.
صارت الحروب أكثر يسرا لإسرائيل. إنها وفيّة في تأدية حاجتها للقتل ضرورة بقاء واستمرار وديمومة، وهي التي قامت دولةً على القتل. والعرب، وفي مقدّمتهم الفلسطينيون الرسميون، لم يعودوا يأنفون من التعايش مع المذبحة.. على مبعدة منها طبعا.
منعت السلطات في مطار القاهرة المغنية الفلسطينية، ناي البرغوثي، من الدخول إلى مصر، لأسباب لم تعرفها، بعد ثماني ساعات انتظار. وكتبت إنها صُدمت وحزنت وانتابتها مشاعر متضاربة. وإنها كفنانة فلسطينية تربّت على الصمود والكرامة، ترفض التنازل عن الأمل.
غنّت في مهرجان جرش للثقافة والفنون في الأردن فيروز ونجاة، ومحمد عبده ومارسيل خليفة وعَرض فيه دريد لحام وعادل إمام ومنصور الرحباني والطيّب الصديقي واستضيفت فيه فرق مسرحية وراقصة وفلكلورية من كل العالم، وكان أحلى وأبهج، وفي الوُسع أن يعود أحلى وأبهج.
لا شطط ولا تزيّد في أن ينكتب هنا إن إنصات شعراء وروائيين وقاصين إلى بشار الأسد يُحاضر فيهم، وقد أنعم هذه المرّة باستقباله لهم، فضيحة لهم. أما المستضافون فقد أخذتهم الحماسة فقالوا إنه لا بد من تحقيق الأمن الثقافي الذي أصبح، بحسبهم، ضرورة.
باستثناء البيان الذي التحق به اتحاد الكتاب التونسيين بقيس سعيد ساعات بعد واقعة "25 جويلية"، لم يُعثر على أي استدراكٍ من الاتحاد بشأن وقائع تتابعت، أبدع فيها رئيس الجمهورية في شقلبة الوضعين، الدستوري والتشريعي، حتى لحظة الوصول إلى استفتاء يوم الأمس.
عندما لا تُصافح الوزيرة البحرينية مي آل خليفة سفير إسرائيل في بلدها اعتراضا على وجوده، وعلى التطبيع التحالفي الذي تواصله السلطة الحاكمة، فالخبر ليس هنا، وإنما في السقوط الأخلاقي للحكم عندما يُعاقبها على موقفها، وعبرت عنه باحتجاج شخصي، بالغ الهدوء.
القدس، على ما يجب التذكير به، قضية القضايا في الطوْر الراهن من المشروع الصهيوني، على ما يؤكّده النشاط الاستيطاني فيها وحواليها، مع مخطّطات التهجير التي تستهدف أهلها الفلسطينيين، تراها في مشاريع الاستيطان المعلَن عنها بعد وداع الرئيس الأميركي بايدن.