لا يُجاز للغزّيين، وهم في حال كارثية على الصعيدين، الصحّي والإنساني العام، أن يتلقّوا أي كرتونة دواء أو ضمّادات أو علب حليب أو أيّ مما تشتمل عليه شاحنات المساعدات الإغاثية قبل أن تخضع لتفتيشٍ (فحص بالتعبير الرسمي!) إسرائيلي شامل في معبر إسرائيلي.
كأنه كان على الشاعرة الفلسطينية، هِبة أبو ندى، المنحدرة من قرية بيت جرجا في الأراضي المحتلة 1948، ومن أسرةٍ لاجئةٍ في غزّة، المولودة في 1991، أن تستشهدَ في العدوان الإسرائيلي المتوحّش الجاري على أهل القطاع، لنقرأ روايتَها "الأكسجين ليس للموتى".
"صور الموت الفلسطيني" كتاب للأكاديمي، والناقد الفلسطيني، إسماعيل ناشف، يتناول سؤالين عن إمكانية دراسة المجتمع وفهمه من خلال دراسة أنماط الموت السائدة والمنتحية فيه، وإمكانية دراسة الموت من خلال دراسة أنماطه المتباينة.
هو التمادي الإسرائيلي الذي لم يتوقف يوماً عن الاستخفاف بالدم الفلسطيني الموصول بداهة بالدم الأردني، وجرائم الحرب في غزّة، كما كثير سابقاتها، في عموم فلسطين، تؤشر إلى البديهي، إلى مساحة من فعل سياسي أردني أوسع من الخطابيات المقدّرة.
"مائة شهيد.. مائة حياة" عنوان معرض جمع فيه مركز خليل السكاكيني مقتنيات لمائة من أوائل شهداء الانتفاضة الفلسطينة، طاف في مدن عربية.. من يعرض مقتنياتٍ من أغراض شهداء العدوان الإسرائيلي الراهن على قطاع غزّة، لوحات لهبة زقّوت مثلا، حاجيات لشيماء صيدم.
إذ ألغى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب حفل تكريم الروائية الفلسطينية عدنيّة شبلي، فإنه قصد التعمية على فضيحة الكذبة الفادحة التي ذاعت في بعض الميديا الألمانية، بعد أن روّجتها "سي إن إن" إن مقاتلي حماس اغتصبوا نساء إسرائيليات في عملية 7 أكتوبر.
الطاهر بن جلون: هل سمعتَ بنوريت بيليد، الأستاذة الجامعية الإسرائيلية. قالت ما كان عليك أن تكتُب، لمّا بلغتْك الأنباء عن عملية مقاتلي القسّام طوفان الأقصى التي سقط فيها مدنيون إسرائيليون. فقدت السيدة ابنتها الوحيدة في عملية استشهادية في القدس في 1997.
"في الحرب، قال أبي: احضُنوا الأشجار حين تغيرُ طائرة العدوّ، إذا تعذّر أن تروحوا إلى خندقنا هناك". أقرأ هذا في القصيدة المطولة الملحمية للشاعر علي العامري، وأنا أرى حربا إسرائيليةً على فلسطينيين معزولين عزّلا، على الهواء مباشرةً أمامي.
تدعو إلى الاستغراب، وتبرّر حزمة من الأسئلة، زيارة الوزير الإسرائيلي، شلومو كرعي، معرض الرياض للكتاب، معتمِرا القبّعة اليهودية، و"تفقّده" (مفردتُه) فيه لفافة عليها شروحات للتوراة بالعبرية، طولها 40 متراً وعرضها 90 سنتيمتراً، من القرن 16 الميلادي.
ليس الذهولُ وحدَه ما نصيرُ عليه، بل أيضا الإعجاب المستحقّ بمعجزةٍ فلسطينيةٍ باهرة، لم يكن متصوّرا تخيّل حدوثها. في الوسع أن نستنفر قرائحنا، ونرى صنّاع معجزة 7 أكتوبر، إنما أرادوا للعشّاق في غزّة، وفي كل فلسطين، أياما لا تصحبُهم فيها قذيفة مباغتة.