القطريون ينتظرون بدائل flappy bird

القطريون ينتظرون بدائل flappy bird

19 فبراير 2014
+ الخط -
داخل متجر للإلكترونيات في العاصمة القطرية الدوحة، دخلت شابة في مطلع العشرينات من العمر، وعرضت جهاز GALAXY هاتفي للبيع. سألها البائع عن الثمن الذي تريده، فتركت له التقدير، مشدّدة على ميزة واحدة مهمّة فيه وهي أنّها قد حمّلت عليه لعبة flappy bird التي تمّ إيقاف تنزيلها حديثاً، بطلب من مبتكرها الفيتنامي "دونغ نغوين".

رفضت الشابة المبلغ الذي عرضه البائع، وأكّدت أنّها توقّعت مبلغاً أكبر، بعد سماعها أنّ الهواتف الذكية التي تحمّل هذه اللعبة تُباع بأسعار مضاعفة. لكنّ البائع ابتسم وقال إنه "تمّ إيجاد طرق أخرى لتعويض غياب flappy bird، أبرزها تنزيل ألعاب شبيهة.. والعرض هائل في السوق".

 

لا يقتصر العرض على السوق التقليدية فقط، بل يتعدّاها إلى سوق الانترنت أونلاين، حيث غرق موقع ebay  المخصّص لبيع وشراء السلع المستهلكة بعروض بيع أجهزة ذكية تحمّل flappy bird بمبالغ مضاعفة. فراوح سعر جهاز Iphone 5 بين 7500 و10000 دولار أميركي.

في قطر أيضاً بيعت الأسبوع الماضي أجهزة ذكية مستعملة بأسعار مرتفعة، منها على سبيل المثال: mini Ipad بنحو 3000 دولار، Iphone 5 بنحو 2500 دولار وIphone 5s  بنحو 4 آلاف دولار!

لكنّ حمى الأسعار هذه سرعان ما انخفضت حين عثر عشّاق الألعاب الالكترونية الصعبة والطويلة على بدائل، عبر تنزيل ألعاب شبيهة مثل flappy bee  وflappy plane. وحين زاد العرض في مواقع البيع الالكترونية، وغرقت السوق بالأجهزة المستعملة التي تحمّلها، تواضعت الأسعار قليلا.

يقول جابر (31 عاماً) الذي يدمن الألعاب الالكترونية مثل candy crush وbubble town إنّه سعيد بسحب  flappy bird التي تنال شهرة أكثر مما تستحقّ، وأنّه توقّف عن لعبها منذ فترة "لأنّها معقّدة جداً ولا تنتهي، يستمر اللعب فيها إلى ما لانهاية، ما يجعلها مملّة".

 

إلا أنّ هذه المواصفات التي يشكو منها جابر هي سبب جاذبية اللعبة وفق مريم (15 عاماً)، التي تحبّ الألعاب المعقّدة والطويلة لأنّها تخوّلها تسجيل نقاط كبيرة. وتعلّق مريم على خبر سحب اللعبة بابتسامة عريضة مشيرة إلى هاتفها وتقول: "سأحرص ألا يحترق هاتفي أو يضيع وأسجّل المزيد من الأرقام القياسية".

رغم ردود الفعل الآسفة التي تلقّاها نغوين، والتي وصل بعضها إلى التهديد بالقتل، كما في إحدى التغريدات على تويتر: "سأقتلك إن سحبت اللعبة"، فقد سحبها، وقال في تغريدة وداعيّة إنّ هذه اللعبة دمّرت حياته البسيطة. ويبدو أن المتحمّسين للعبة وجدوا أسعار الأجهزة التي تحمّل اللعبة باهظة، فبدأوا يستسلمون للأمر الواقع، وينتظرون صدور ألعاب جديدة بمواصفات فلابي بيرد، وهم يعرفون جيداً أنّ عالم الألعاب الالكترونية يتطوّر يومياً.

 

وقد رأى مراقبون أنّ نغوين تعمّد إحداث ضجّة إعلامية للترويج لنفسه ولألعابه المنتظرة، التي أعلن أنه يعمل عليها وسيطرحها إلى الجمهور قريباً. إلا أنّ عدم تقديم أسباب مقنعة لسحب اللعبة، وإلغاء نغوين مقابلة تلفزيونية وعد بها إحدى المحطات العالمية أثار تساؤلات عدّة حول السبب الحقيقي وراء خطوته. وقد مال كثيرون إلى تصديق الخبر الذي سرّبه بعض أصدقاء نغوين من أنه تلقّى تهديدات من شركة مصنّعة للألعاب الالكترونية أجبرته على سحب اللعبة.

مبررات نغوين غير المقنعة كانت محلّ تكهّن وسخرية أحياناً، إذ علّق أحد محبّي الألعاب الالكترونية على Facebook ساخراً: "كيف يمكن لخمسين ألف دولار يومية أن تدمّر حياة انسان؟ إلا إذا وقعت عليه وطمرته كما حدث مع الجاحظ وكتبه!".

المساهمون