العبادي يقرّب الغرب وإيران لمحاربة "داعش"

العبادي يقرّب الغرب وإيران لمحاربة "داعش"

27 يناير 2015
يسعى العبادي لتقارب في الشأن العراقي فقط (getty)
+ الخط -
يخوض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مهمة جديدة، يصفها بالمحورية، في الحرب الدائرة على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتتمثل في تقريب وجهات النظر الإيرانية الغربية، في ما يتعلق بالملف العراقي، وعدم جعله ساحة صراع جديدة، سياسية أو أمنية، تؤثر سلباً على خطط استعادة السيطرة على نحو 40 في المائة من مناطق البلاد الخارجة عن السيادة العراقية.

كلمة العبادي الأخيرة في منتدى دافوس، التي أثنى فيها على الدور الإيراني في ما وصفه بـ "محاربة الإرهاب ومساعدة العراق في التصدي لتنظيم داعش، وتسليم طهران ذخائر وأسلحة لحكومته بعضها بشكل مجاني"، حملت خلال نصف الساعة المخصصة له تكرار عبارة واحدة لثلاث مرات في ثلاثة مواقع مختلفة، وهي (المعركة ضد الإرهاب ليست عراقية) وكذلك (الحرب ضد داعش ليست عراقية فقط)، في إشارة واضحة إلى تقبل العراق أي دور دولي من أي طرف كان في تلك الحرب، التي وجد نفسه فيها على أعتاب حرب طائفية طاحنة ستكون أي تضحيات أخرى هينة أو سهلة منها التدخل البرّي، لأي دولة تتطوع لتخليص العراق من حربه الحالية.

وفي هذا الإطار، يسعى العبادي إلى لعب دور وسيط بين الغرب وإيران بما يتعلق بالملف العراقي فقط، خوفاً من تحول البلاد إلى ساحة تنافس بين الخصوم.
ويقول المحلل السياسي العراقي وعضو مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية خليل العبيدي لـ "العربي الجديد" إن "رئيس الوزراء يقود محاولات حثيثة لتنسيق الجهود بين الخصمين في ما يتعلق بالعراق والحرب على (داعش)، وحتى الآن حقق نجاحاً جيداً من خلال فصله الموضوع السوري عن العراق رغم تداخل الملفين وبشكل كبير".


ويضيف العبيدي أنّ "التسريبات التي ترد إلينا بهذا الإطار تؤكّد أنّ العبادي توسّل بالطرفين لترك الخلاف، وخاصة بما يتعلق بالملف النووي الإيراني وضرورة إزاحته من الشأن العراقي والمساومة عليه ومحاولة التركيز على تنظيم الدولة الذي توغل بشكل لا يمكن إنكاره أو التعامل معه باستخفاف، غير أنّ الأميركيين لديهم تحفظ على مشاركة المليشيات والجرائم التي تنفّذها بدوافع طائفية، وكذلك الإيرانيون حذرون جداً من الأميركيين ومعارضين لخطوات واشنطن تسليح العشائر السنية غرب وشمال العراق".

ويحرص رئيس الوزراء العراقي على تضخيم الدور الإيراني في العراق على نحو إيجابي والتغاضي عن الجوانب السلبية له، وإن كانت أكثر بكثير مما يمكن أن تنفع به إيران العراق. في المقابل، يعارض التوجه الإيراني في تخلي بغداد عن التحالف الدولي وعقد شراكة مغلقة مع طهران في الحرب على الإرهاب، ورفض ذلك أكثر من مرّة، وفقاً لمسؤول عراقي رفيع، فضل عدم نشر اسمه، لـ "العربي الجديد"، إنّ "العبادي يسعى لعقد اجتماع مشترك بين العسكريين الأميركيين المتواجدين في بغداد، ومسؤولين إيرانيين بهدف تنسيق الجهود في الحرب على داعش".

وأوضح المسؤول الذي يشغل منصباً وزارياً في حكومة العبادي، أن ذلك جاء لتجنب الاحتكاك المحتمل بين الجانبين، إذ أدى قصف بالخطأ في منتصف الشهر الماضي شنّته غارات أميركية إلى مقتل 44 عنصراً من مليشيا عراقية ممولة ومدعومة من إيران، من بينهم ثلاث قيادات بارزة. ووقعت تلك الحادثة  قرب مدينة الضلوعية ليلة الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي".
وأضاف المصدر نفسه أنّ "التقارب سيكون على الشأن العراقي فقط، كما أنه قد يتطور ليشمل الشأن السوري باعتبار الجبهة واحدة في الحرب على داعش".

وعلى ما يبدو، فإن مهمة العبادي قد تلاقي النجاح، ولن تشهد الساحة العراقية أي توترات بين الخصمين قد تمنح "داعش" فرصة التقاط أنفاسه مرة أخرى على حساب هذا الخلاف، الذي قد يؤدي، إن وقع، إلى انسحاب المليشيات الشيعية الممولة إيرانياً من مناطق تسيطر عليها، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة أو الغرب عموماً، على الأقل في الوقت الحاضر إذ ترى في تلك المليشيات أهون الشرين.