موسم التخفيضات في المغرب: فرصة اقتناص السلع

موسم التخفيضات في المغرب: فرصة اقتناص السلع

22 ديسمبر 2014
ينتظر المغاربة موسم التخفيضات (عبد الحق سنا/فرانس برس)
+ الخط -
تعد مناسبة رأس السنة أفضل فترة للخروج إلى الأسواق. فالمغاربة ينتظرون مواسم التخفيضات لاقتناص السلع بأرخص الأسعار. وخلال هذه الفترة تطرح جل المحال التجارية عروضا استثنائية، الغاية منها ترويج بيع السلع، واستقطاب زبائن جدد، بالإضافة إلى تصريف ما تجاوزته صيحات الموضة الخاصة بالعام الحالي.
جولة في أسواق مدينة الدار البيضاء، تظهر أن مختلف المحلات تزينت لاستقبال العام الجديد. ومن بين مظاهر الزينة، لافتات باللون الأحمر تبشر المواطنين بتخفيضات مهمة، تصل إلى حد ناقص 50 % و70 % من السعر الأصلي للمنتوج. إذ يوجد عدد كبير من المغاربة الذين يتجهون إلى الأسواق مرتين في السنة، للإفادة من العروضات.
وقالت خبيرة التسويق المغربية كنزة كارا في تصريح لـ "العربي الجديد"، إن موسم التخفيضات في المغرب يضاعف زبائن المحلات التجارية بنسبة تفوق 100 %. حيث يبدأ موسم التخفيضات الشتوية في 15 من شهر ديسمبر/كانون الأول وإلى غاية نهاية شهر يناير/كانون الثاني المقبل.
وأوضحت أن المحلات تقوم في المرحلة الأولى بطرح منتوجات عادية تضع لها تخفيضات بنسبة 25 %، ثم مع اقتراب رأس السنة تطرح حزمة ثانية من المنتوجات بنسبة تخفيض تصل إلى 50 % ، لتبلغ نسبة التخفيضات ذروتها مع بداية السنة الجديدة، والتي تمنح الزبون فرصة اقتناء سلع بنسبة انخفاض تصل إلى 75 %، وهذه هي النسبة القصوى للتخفيض في المغرب بالنسبة للماركات الصادرة خلال السنة.
وأوضحت الخبيرة كارا، أن الشركات والمحلات التجارية المغربية، تعتمد كباقي دول العالم موسمين للتخفيضات، الأول خاص بفصل الصيف ويبدأ منتصف شهر يونيو/حزيران وإلى غاية نهاية شهر أغسطس/آب، والثاني خاص بفصل الشتاء التي تنتهي مع نهاية العام.
وأكدت المتحدثة ذاتها، أن المحلات والشركات تجني أرباحها رغم التخفيضات المهمة من بيع كمية أكبر، بحيث يمكن للزبون عوض اقتناء قميص واحد بـ200 درهم (22 دولاراً) أن يقتني بين 2 أو 4 قمصان بسعر 100 درهم للقطعة (11 دولاراً). وبعملية حسابية بسيطة سيجد الزبون أنه ربح مجموعة قمصان بثمن قميصين، لكن الشركة بدورها تربح هامشاً مهما بعد بيع كمية أكبر من الألبسة، الخاصة بإصدارات ستتقادم مع دخول العام الجديد.
وميزت الخبيرة كارا في حديثها لـ "العربي الجديد" بين أرباح الشركات والمحلات التي تبيع ماركات عالمية، وأخرى تبيع منتوجات عادية، حيث إن أرباح الأولى تكون أكثر مقارنة بالفئة الثانية. وأكدت أن 90 % من الشركات والمحلات تلجأ للتخفيضات خلال هذه المواسم للرفع من الربح.
ولفتت كنزة كارا الانتباه إلى أن الفترة التي تسبق موسم التخفيضات تعرف ركوداً في الأسواق، نظراً لعلم المغاربة المسبق باقتراب موعد اقتناء ملابس، تجهيزات منزلية وحتى السيارات بأسعار رخيصة، أو الاستفادة من عروض استثنائية في سلع ذات قيمة كبيرة بسبب ما يسميه المغاربة بـ "روميز" (حساب ثمن المنتوج الثاني بنصف الثمن عند شراء المنتوج الأول).
وتحدثت الخبيرة كارا عن نوع آخر من التخفيضات له زبائنه، تصل فيه النسبة إلى 80 % من السعر الحقيقي للمنتج، ويهم السلع التي تجاوز وجودها داخل المحلات أكثر من سنة، وتطرحها الشركات منعزلة. وهناك شركات أخرى مثل "أكسال" المتخصصة في بيع ماركات عالمية للألبسة، تعطي الحق أولا لمستخدميها بشراء هذه المنتوجات، مع إمكانية في جلب أربعة زبائن مرافقين لهم، بحيث يمكنهم اقتناء ملابس بـ100 درهم (11 دولاراً) وسعرها الحقيقي قبل مدة كان 2000 درهم (226 دولاراً).
وأبرز صاحب سلسلة محلات تجارية مصطفى واد، في حديث لـ "العربي الجديد" الدور المهم لموسم التخفيضات بالنسبة للتجار، خاصة أمام الوضعية الحالية التي وصفها بـ "الأزمة"، حيث إن الأسواق تشهد منذ مدة ركوداً غير مسبوق بسبب غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار مجموعة من السلع الأساسية. ما دفع المواطن حسب تصريحه، إلى خفض الإنفاق على شراء الملابس والتجهيزات الإلكترونية والأثاث.
وشدد مصطفى واد، على أن الموسم الحالي فرصة لإخراج مجموعة من السلع ظلت منذ فترة حبيسة الرفوف. "يربح المواطن من جهة شراء سلعنا بأسعار مخفضة عن سعرها الأصلي، ونربح كتجار بدورنا رواجاً تجارياً نحن في حاجة إليه، وما يهم، هو بيع أكبر كمية من السلع". ولفت واد، إلى أن مجموعة من السلع تكمل بعضها بعضاً، وما تفقده المحلات من أرباح في أحدها، تعوضه في أخرى إذا ما بيعت بكمية أكبر منها.

المساهمون