العراق: قصائد متجوّلة بين تمثالين

العراق: قصائد متجوّلة بين تمثالين

15 أكتوبر 2014
من محطات القافلة
+ الخط -

يبدو أن الجدل المتواصل حول "موت الشعر" لا يعني شعراء عراقيين أطلقوا "قافلة للسلام" في محاولةٍ منهم لاستعادة تأثير الشعر في القضايا المصيرية التي يعيشها الإنسان العراقي.

ولإعطاء حركتهم بعداً رمزياً، انطلقت القافلة من جوار تمثال الشاعر السيّاب في مدينة البصرة، على أن تنتهي في شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، بعد أن تكون قد جابت مدن الوسط والجنوب، في مظاهرة مفتوحة لمواجهة العنف والخراب في بلاد الرافدين.

ولدت فكرة هذه القافلة على يد خمسة شعراء من عدة محافظات، بعد مداولات استمرت ثلاثة أشهر، كخطوة يقول فيها الشعر كلمته في راهن الحياة التي يعيشها العراقيون. وحول دوافع هذه المبادرة، يقول حسين القاصد، وهو شاعر وأكاديمي وأحد منظمي القافلة: "لأن لكل ألم صرخة، فقد حان وقت صرخة الشعراء، بعد الدمار والخراب الذي حل بالبلاد، وآن لهم أن يهتفوا: لا للعنف، لا للإرهاب، لا للتخبط السياسي، لا للفوضى، نعم للمواطنة الحقة والمجتمع المدني".

وقرب ضفاف شط العرب، حيث يقف تمثال رائد الحداثة الشعرية العربية، امتزجت أصوات شعراء "القافلة" مع زملائهم من شعراء البصرة، فتحوّل التمثال الى منصة لإلقاء القصائد في الهواء الطلق بمشاركة المارة. وكان من المقرر انطلاق أعمال القافلة في الثاني من الشهر الجاري، بالتزامن مع "يوم اللاعنف العالمي"، إلا أن أسباباً فنية أرجأت الموعد إلى 11 من الشهر نفسه، على أن تختتم عند تمثال المتنبي في بغداد نهار الجمعة المقبل.

ويخطط المشرفون على القافلة أن تتضمن محطتهم الأخيرة تسليم زملائهم الأدباء، الذين هجروا ونزحوا من مدنهم أخيراً، "رسائل محبة وتضامن" من المحافظات الأخرى. وحالت الحاجة إلى تصاريح قانونية وحماية أمنية دون إقامة اعتصام مفتوح، ودفعت المنظّمين إلى مشاركة رسالتهم في "مناهضة اللاعنف" مع شرائح المجتمع إنقاذاً لها من النخبوية.

وتفادياً لتهم التسييس والمحسوبية، رفضت "قافلة السلام" أي دعم من جهات رسمية أو غير رسمية، على أن يتحمل المساهمون تكاليفهم الشخصية طيلة الأسبوع. وعما إذا كانت القافلة محاولة إعادة "دور المنقذ" للشعراء، يقول الشاعر صلاح القاصد لـ"العربي الجديد": "لم تقتصر المشاركة في القافلة على الشعراء، فقد انضم إلينا مبدعون من كل الأجناس الأدبية، فضلاً عن مساندة الأدباء العرب والمغتربين".

ورغم أن "اللاعنف" هو الهدف الأبرز لانطلاقة قافلة السلام الشعرية، إلا أن ثمة أهداف أخرى لها لم يخفِها المنظمون عندما قرروا أن تكون المحطة الثانية لقافلتهم مدينة أور التاريخية.

وحول ذلك، يقول الشاعر صلاح السلاوي: "هناك سنقرأ من على الزقورة أو بجانبها، لكل من يصغي في هذا العالم، لنقول لا للعنف الذي دمّر ويدمّر الإرث الثقافي والتاريخي. هناك سنقول نعم للحفاظ على ممتلكات أسلافنا من سومريين وبابليين وآشوريين. نعم لمدن تحتفي بجمال الحياة الماضية والحاضرة".

المساهمون