الفوسفات المغربي يعاود الانتعاش

الفوسفات المغربي يعاود الانتعاش

19 يناير 2015
مصنع فوسفات في المغرب (أرشيف/GETTY)
+ الخط -

بعد هبوط حاد في العام 2013، حافظ الفوسفات المغربي، أحد أهم موادر المملكة من النقد الأجنبي، على مكانته بالأسواق العالمية، غير أنه لم يتمكن من العودة إلى مساره الطبيعي الذي كان عليه قبل موجة التراجع التي ضربته قبل عام.

وأظهرت بيانات مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية، أمس، أن مبيعات المغرب من الفوسفات ومشتقاته في الخارج، وصلت في نهاية العام الماضي 2014، إلى أكثر من 4 مليارات دولار، وهو نفس المستوى الذي سُجّل في عام 2013.

وحظي أداء الفوسفات ومشتقاته بتتبع دقيق من المراقبين في المغرب في العام الماضي، بعد التراجع الملحوظ لإيراداته في عام 2013، حيث كانت انخفضت بـ 23%، مقارنة بالمستوى الذي بلغته في 2012، وهو ما وجد تفسيره في تراجع الأسعار في الأسواق الدولية.

وشكلت مبيعات المجمع الشريف للفوسفات، الشركة المملوكة للدولة، حوالى 20% من مجمل صادرات المغرب في العام الماضي، والبالغة 21 مليار دولار.

ويعول المغرب كثيراً على إيرادات الفوسفات، الذي يساهم، بشكل كبير، في خفض عجز الميزان التجاري ودعم موجودات البلد من العملة الصعبة، ناهيك عن دورها في مساعدة المجمع الشريف للفوسفات على المضي في الاستثمارات الكبيرة التي بدأ فيها.

وأوضح مكتب الصرف، في بياناته الأخيرة، أن الإيرادات التي حققتها صادرات الفوسفات، في العام الماضي، جاءت بفعل الانتعاش الذي سجلته المبيعات في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وهو ما ردّه المراقبون في الفترة الأخيرة إلى مساهمة الأسمدة التي أضحى المغرب يراهن عليها كثيراً من أجل الصمود أمام التقلبات التي تعرفها سوق الفوسفات.

وكانت آخر بيانات صادرة عن المجمع الشريف للفوسفات، لاحظت عودة الطلب بقوة على الأسمدة، خاصة في الربع الثالث من العام الماضي، حيث ارتفعت مبيعات الأسمدة بـ 45%، لا سيما بعد مضاعفة الصادرات للقارة الإفريقية.

ويمتلك المغرب أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، وهذا ما يدفعه إلى تثمين ذلك المعدن، من أجل خلق قيمة مضافة عالية، خاصة عبر الأسمدة، حيث يسعى إلى رفع حصته منها في السوق العالمية إلى 40% في الأعوام الخمسة المقبلة.

ويعتبر مكتب "أوكسفورد بيزنيس غروب" في تقرير صادر عنه قبل شهرين، أنه رغم كون صادرات المغرب من الفوسفات لم تسلم من تراجع أسعار المواد الأولية، إلا أن لها نمواً هاماً مرتقباً في الأعوام المقبلة.

ويسعى المغرب إلى تفادي الاقتصار على تصدير المعدن الخام فقط، هذا ما حذا بالمجمع الشريف للفوسفات إلى وضع خطة لاستثمار 12 مليار دولار بين 2010 و2020، ما سيتيح له مضاعفة إنتاج الفوسفات ومضاعفة تصنيع الأسمدة بثلاث مرات.

ويرمي المخطط الذي يعتمده المجمع الشريف للفوسفات، إلى نقل إنتاج الفوسفات من 30 مليون طن حالياً إلى 50 مليون طن، وفي ذات الوقت خطط المجمع لنقل إنتاج الأسمدة من 3.5 ملايين إلى 10 ملايين طن.

المساهمون