5 أفلام مصرية عظيمة مقتبسة من أعمال أدبية

5 أفلام مصرية عظيمة مقتبسة من أعمال أدبية

30 ابريل 2016
محمود عبد العزيز في "الكيت كات" (يوتيوب)
+ الخط -
عادت السينما المصريّة، في السنوات الأخيرة، إلى الاقتباس من الأعمال الأدبيَّة والروائيَّة، وحقَّق ذلك نجاحاً في أفلام مثل "عمارة يعقوبيان" (2006)، "الفيل الأزرق" (2015)، وحاليّاً مع فيلم "هيبتا: المحاضرة الأخيرة"، الذي بدأ عرضه قبل أسبوع فقط، وحقّق نجاجاً فائقاً في شُبَّاك التذاكر. في هذا النصّ سنستعرِض 5 أفلام مصرية فقط، نالت نجاحاً كبيراً، ولا يزال يعاد عرضها حالياً على الشاشات نظراً لإقبال المشاهدين عليها، وهي مقتبسة عن أعمال أدبية مهمّة، روائيّة وقصصيّة، لكبار الكتاب:

"اللص والكلاب"

وهو للمخرج كمال الشيخ (1962). ومقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم، لنجيب محفوظ. وعموماً يقول المخرج المصري، توفيق صالح، إن "السينما المصرية هي نجيب محفوظ"، وبالنظر إلى الإرث والأثر الضخم الذي تركه محفوظ وراءه في الأفلام، سواء كمشارك في الكتابة، أو كمؤسس للحكاية من خلال أعماله الأدبية، فإن جملة صالح تبدو مفهومة تماماً. "الطريق"، "بداية ونهاية"، "ميرامار"، "ثرثرة فوق النيل"، "الحب فوق هضبة الهرم"، "الثلاثية"، وغيرها من الأفلام المهمة جداً في تاريخ السينما اقتبست من أدب محفوظ، ومنها بالطبع "اللص والكلاب"، بكل المستويات المتعددة التي يمكن قراءة العمل والرواية فيها، سياسياً واجتماعياً وروحياً، وبكل المجهود البصري الذي وضعه فيه مخرجه، كمال الشيخ، لتصبح واحدة من أفضل روايات نجيب محفوظ التي تمّ تحويلها إلى فيلم سينمائي.




"الحرام"

اقتبس العمل عن رواية بنفس الاسم، ليوسف إدريس، من إخراج هنري بركات (1965). ولقد جاءت شُهرة الأديب والصحافي المصري، يوسف إدريس، في القصّة القصيرة بالأساس، واقتبِسَت منها بعض الأعمال التي لم تحقّق نجاحاً، لأنها لم تستطع الإجابة على سؤال سهل وصعبٍ وبديهي في آن واحد، وهو السؤال التالي: "كيف سيتمُّ تحويل قصّة قصيرةٍ إلى فيلمٍ طويل؟". ولكن الاستثناء الأهمّ في ذلك، كان اقتباساً عظيماً لروايته "الحرام"، من إخراج بركات وبأداء فاتن حمامة وعبدالله غيث، حيث تدور الحكاية عن البدو والخوف من الفضيحة والتفاصيل اليومية لحياة القرية، وتفكيك اجتماعي لمفهوم "الحرام" وتعاملنا معه من خلال قصَّةٍ قويَّةٍ للغاية. والنتاج هو فيلم مصري ريفي مميّز، ولا شبيه له.




"الأرض"

أخرجه يوسف شاهين (1969). مقتبس عن رواية بنفس الاسم، لعبدالرحمن الشرقاوي، العمل الذي قام به السيناريست، حسن فؤاد، عملٌ مهم فعلاً. رواية عبدالرحمن الشرقاوي، بالأصل، هي عمل ضخم، وتضم قرابة الـ600 صفحة، مع عشرات التفاصيل والأشخاص والحكايات المتعدّدة. قام حسن فؤاد بغربلةِ كلّ هذه التفاصيل، وصهرها داخل حكاية واحدة. يصعد بشخصيّة محمد أبو سويلم إلى الواجهة، ويجعل كل الحكايات الجانبيّة التي يختارها عن الشخصيات الموجودة في العمل، تصب في النهاية ناحية "الصراع على الأرض والحفاظ عليها"، مع حوارٍ مهمّ وعميقٍ وفلسفي، ويتمُّ حتّى الآن استخدام واستحضار لقطات من الحوار خارج سياق الفيلم، وفي محافل مختلفة.
من الناحية الأخرى، فإن المخرج، يوسف شاهين، يكون في هذا الفيلم في قمة تجلّيه السينمائي تقريباً، كل لقطة في هذا الفيلم هي لوحة في التكوين والألوان واستخدام الإضاءة. منذ العناوين الحمراء على خلفية الأرض الخضراء، وحتى دماء أبو سويلم (الحمراء) على الأرض، مع إيقاعٍ درامي وتشويقي لا يهتزُّ لثانية، وامتلاء الممثلين بشخوصهم، لدرجة يخطئ فيها المرء بين الشخصية الحقيقيّة والشخصية التمثيليّة. ويندرج هذه الفيلم كثاني فيلم في قائمة أفضل 100 فيلم مصري.




"الطوق والإسورة"

مأخوذ عن رواية بنفس الاسم، ليحيى الطاهر عبدالله، ومن إخراج خيري بشارة (1986). وتعد كتابة الأديب الراحل مختلفة وصعبة الاقتباس للغاية، بسبب اعتماده على شاعرية اللغة بشكل مكثف، للحد الذي تصبح فيه الحكاية نفسها غير مهمة، أي أنَّ الكاتب هو حالة لغوية أولاً، قبل أن يكون حالة روائية. ولكن خيري بشارة، كمخرج وككاتب سيناريو مشارك مع عبدالرحمن الأبنودي، يستطيع التقاط الروح الجنوبية، التي يكتب بها الطاهر عبدالله، ويتحرك بها في واحد من أفضل أفلام الثمانينيات في مصر. اختيار عبدالرحمن الأبنودي، (الشاعر المصري الكبير)، لكتابة الحوار والمشاركة في السيناريو، وهي المرة الوحيدة للأبنودي كسيناريست، كان خياراً فائق الذكاء والدقة، ومنح الفيلم الكثير من شاعرية الروح وأصالة الكلام، والوعي بالتفاصيل.





"الكيت كات"

إخراج داود عبدالسيد (1991). والفيلم مقتبس عن رواية "مالك الحزين"، لإبراهيم أصلان، وهذا هو الاقتباس الأكثر استثنائية واختلافاً، في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق، لسبب أساسي، وهو أنّه لا يتقيّد بالرواية نفسها، بأي شكل من الأشكال. يرى داود عبدالسيد أن الاقتباس لا يعني نقل العمل الأدبي إلى السينما، ولكن استيعابه وهضمه ثم بعثه في صورة جديدة، وهذا هو الشيء الذي فعله تماماً هنا، وفي أعظم أفلامه، وبصمته الأهم في تاريخ السينما المصرية. يكفي القول إن الشيخ حسني، الشخصيّة في الفيلم التي أدّى دورها محمود عبدالعزيز، كانت مُجرّد شخصيّة فرعيّة جدّاً في الرواية، وإن يوسف النجار لم يكن ابنه، وإن صلة الأب والابن، التي يرتكز الفيلم عليها في جانب من جوانبه، هي من صنيعة داود عبد السيد نفسه، الذي حذف الكثير وأضاف الكثير وفي النهاية، احتفظ بروح العمل وثيقة الصلة بالأصل الروائي، وذلك في إنجاز كبير على مستوى الكتابة والصورة.




دلالات

المساهمون