وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 453 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، ارتكبتها أطراف النِّزاع الرئيسة الفاعلة في سورية، في النصف الأول من عام 2018، منها 38 في يونيو/ حزيران الماضي.
وأوضحت الشبكة، في تقرير صادر عنها اليوم الأحد، أن قوات النِّظام السوري وقوات الحلف السوري الروسي تفوقت على بقية الأطراف في استهدافها المراكز الحيويَّة المدنيَّة، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة، وبشكل أقل في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، مُشيرة إلى تسجيل تعرُّض آلاف المراكز الحيويَّة لهجمات مُتكرِّرة؛ ما يُثبت تعمُّدَ تدميرها وتخريبها، بالإضافة إلى مئات المجازر التي خلَّفتها الهجمات على هذه الأعيان.
وأضاف التقرير أن 250 من الاعتداءات كانت على يد قوات النظام السوري، و121 على يد القوات الروسية، واثنتين على يد كل من تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام، وخمس على يد كل من قوات التحالف الدولي وقوات الإدارة الذاتية الكردية، و67 على يد جهات أخرى (لم يسمها).
وفصَّل التقرير المراكز الحيوية المعتدى عليها في النصف الأول من عام 2018، إذ توزعت إلى 108 من المراكز الحيوية الطبيَّة، و103 من البنى التحتية، و93 من المراكز الحيويَّة الدينية، و78 من المراكز الحيوية التربوية، و46 من المربعات السكانية، و13 من مخيمات اللاجئين، وتسع من الشارات الإنسانية الخاصة، وثلاثة من المراكز الحيوية الثقافية.
كذلك أكَّد التقرير أنَّ قوات الحلف السوري الروسي الإيراني خرقت قرارَي مجلس الأمن رقم 2139 و2254، عبر عمليات القصف العشوائي، إضافة إلى انتهاكها المواد 52، 53، 54، 55، 56 من البرتوكول الإضافي الأوَّل الملحق باتفاقيات جنيف، كما انتهكت (القواعد من 7 إلى 10) من القانون الإنساني الدولي العرفي.
وجاءَ فيه أنَّ الهجمات التي نفَّذتها قوات الحلف (التحالف الدولي، وقوات سورية الديمقراطية) تسبَّبت في إلحاق ضرَر كبير بالأعيان المدنيَّة، وترافق ذلك في معظم الأحيان مع خسائر طاولت أرواح المدنيين، و"هناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأنَّ الضَّرر كان مُفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة".
وذكر التقرير أنَّ "هجمات نفَّذتها بقية الأطراف قد استهدفت أعياناً مدنيَّة ترافقت أحياناً مع خسائر في أرواح المدنيين"، مؤكداً أنَّ "هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب، لكنَّها لم تصل إلى مستوى الجرائم ضدَّ الإنسانية على غرار النظام السوري والقوات الموالية له".