​مغنيات الجزائر... بلاغة الصوت الأنثوي

​مغنيات الجزائر... بلاغة الصوت الأنثوي

02 ابريل 2018
المطربة الجزائرية المشهورة حدة بڤار (فيسبوك)
+ الخط -
للمرأة مكانتها في الساحة الغنائية الجزائرية، إذْ أدّت النسوة، منذ بداية القرن الماضي، أغاني المديح، وذلك باستعمال آلات بسيطة، كآلة البندير والشكشاكة، ثم تطوَّرت مع الزمن لتحوي آلة الطبيلة. وإبداع الشيخات المؤديات للمديح وسط الأعراس، جعلهنَّ يطرحْن مواضيع أخرى. وظهرت العديد من الأصوات النسائية ضمن فرق موسيقية مُتعددة، والتي تميَّزت بالإبداع الغنائي، وتطورت وأعطت الفرصة للمرأة لتغيير الصورة التقليدية عنها، ما جعلها تطمح إلى فرض تواجدٍ نسويٍّ في الحقل الغنائي الجزائري. سنتوقَّفُ هنا مع عدد من الأصوات النسوية اللواتي تركْن بصمتهنّ في الأغنية، وصدحت حناجرهنّ في فضاء الفن الجزائري. 

الشيخة خيرة السبساجية
من منطقة مستغانم، أدّت أغنية المدّاحات بشكلها الأصلي، واضعة قصائد نظمتها بنفسها، مثل قصيدة "سِيدَ الهُوَارِي" و"مُولْ المَيْدَة" و"سِيدِي عَبْد القَادرْ"، وأخرى استنبطتها من قصائد الملْحون. توفيت سنة 1940.

الشيخة "خديجة مُولاة الربَابْ"
تسميتها أخذتها، كونها أوّل من أدخل آلة الرباب بحلقة المدّاحات، فالشيخة خديجة عزفت في بداياتها على آلة "القنبري"، وهي آلة وترية معروفة في الصحراء الجزائرية، وكانت في فرقة "القرقابو".

حدة بڤار
أو كما تُعرف عند جمهورها بـ"الخنشة" (1920 - 2000). بدأت حياتها الفنية في سن الـ20، وتميزت بالطابع الشاوي المحلي. اشتهرت بأغانيها الحاملة في طياتها معاناة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكذلك قصائد الحب. ذاع صيتها في أنحاء العالم، حيث غنت على مسارح عالمية، أشهرها مسرح الأولمبيا في باريس. الجرأة التي اتسمت بها كلمات أغاني حدّة بڤار، جعلت فنّها حبيس الجلسات المغلقة. تميزت بصوتها القوي المجلجل، قيل إنه كان يُسمع على بعد كيلومترات. تزوجت وهي في 13 من عمرها. للأسف، لم تُعط إلى الآن حقها، كما عاشت سنينها الأخيرة مشردة بين أحياء وأزقة مدينة عنابة، حتى رحلت.



"نورية"
عُرفت في ساحة الراي الفنيّة بأغنية "رَانِي حَاصْلَة فِي لايْرُوبُورْ" ("أنا عالقة في المطار")، لتتوالى ألبوماتها الغنائيّة بعد ذلك، لكنّها عُرفت عند جمهورها المحلي (الشعبي) أكثر بأغانيها الأصيلة، في نوع "المدّاحَاتْ"، هذا النوع الذي يغفَل أغلب الناس، عن مدى أصالته بالمجتمع الجزائري، ومدى تمثيله للثقافة الوطنية للبلد.

صباح الجزائرية
اسمها الحقيقي، فاطمة الزهراء بن تابت، من مواليد وهران (1952 - 2005). منذ الصغر، بدأت تغني لأم كلثوم وصباح، ونالت الاستحسان لصوتها الجميل، وعندما قدمت في عام 1967 أغنية "أنا إلا بشر" إحدى أجمل أغاني المطرب عبد الوهاب الدوكالي، تنبأ لها كثيرون بالنجومية والشهرة في عالم الغناء. وكتب عمر البرناوي لها أغنيتها الشهيرة "يا عمري"، حتى غدت واحدة من أهمّ المطربين. شاركت في مسرحيات وأفلام سينمائية ورحلت عام 2005.



طاوس عمروش
روائية ومطربة، وُلدت في 4 مارس/آذار عام 1913، ورحلت في 2 إبريل/نيسان 1976. ساهمت، إلى حدّ بعيد، في بعث التراث الأمازيغي الشفوي ونقله كتابياً، إذْ إنها دوّنت كل ما لقّنته لها والدتها، مارغريت فاطمة آيت منصور، من حكايات وأشعار وأساطير وأمثال وحكم شعبية، فضلاً عمّا كتبته من قصائد غنائية باللّغة الفرنسية العابقة بروح الثقافة الأمازيغية الأصيلة. وخاضت غمار الأغنية، وأدّت العديد من الأغاني باللغة الأمازيغية، خصوصاً في الطابع "الأوبيرالي". كما أنّها كانت تحمل في شخصيّتها الكثير من التراجيديا، إلى درجة أن قال عنها أندريه بروتون: "إنها الملكة نيفرتيتي بعثت من زمن آخر".



دلالات

المساهمون