يوم دام بذكرى النكبة في الضفة الغربية

يوم دام بذكرى النكبة في الضفة الغربية

15 مايو 2014
من احياء ذكرى النكبة في الضفة الغربية (محمد عبيدات)
+ الخط -
لم تمض الذكرى 66 للنكبة هذا العام دون دماء، بعدما استشهد شابان في رام الله، يوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت بالقرب من سجن عوفر الإسرائيلي غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، ضمن فعاليات إحياء الذكرى 66 للنكبة، فيما أصيب ثمانية آخرون، اثنان منهم في حالة حرجة.
وقال مصدر طبي لـ"العربي الجديد": إن طواقم الإسعاف تسلمت جثماني شهيدين، هما الشاب نديم نوارة (17 سنة)، من بلدة المزعة الغربية، والشاب محمد أبو ظاهر (20 سنة)، من بلدة أبو شخيدم في رام الله.
وأوضح المصدر أنه وصلت إلى المجمع ثماني إصابات غالبيتها في منطقة الصدر، اثنتان منها حرجتان، خلال المواجهات الدائرة بالقرب من سجن عوفر، إذ "تعمدت قوات الاحتلال إطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين في مناطق الصدر".
وكانت مسيرة حاشدة وغاضبة انطلقت من أمام مجمع فلسطين الطبي باتجاه وسط مدينة رام الله. ولا تزال المواجهات مستمرة في عوفر، يتخللها إطلاق قوات الاحتلال الرصاص بشكل عشوائي باتجاه المتظاهرين.
وشارك الآلاف من الفلسطينيين الذين توشحوا بالأسود، في مسيرات جابت شوارع معظم مدن الضفة الغربية المحتلة احياءً للذكرى الـ66 للنكبة.

وانطلقت مسيرة ضمت المئات، من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، في رام الله، وصولاً إلى دوار المنارة وسط المدينة، حيث أقيم مهرجان مركزي احتفاءً في ذكرى النكبة. ورفع المشاركون في المسيرة، التي تقدمتها عدد من الفرق الكشفية، الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، بالاضافة إلى مفاتيح العودة، وصوراً تحمل أسماء المدن والقرى المهجرة، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بإعادتهم إلى أراضيهم.

من جهته، رأى منسق القوى الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، واصل يوسف، أن الشعب الفلسطيني متمسك بحق العودة وحق تقرير المصير والدولة الفلسطينية. وأكد "أن الاحتلال يريد أن يحول القضية الفلسطينية من قضية شعب مهجر ومشرد إلى قضية انسانية فقط".

ولفت إلى أن حق العودة في هذا العام يكتسب أهمية استثنائية في ظل مطالبات الاحتلال بيهودية الدولة وشطب حق العودة من جدول المفاوضات، ورفض الشعب الفلسطيني الاعتراف بها. وأشار إلى أهمية ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني في المضي نحو تطبيق بنود اتفاق المصالحة، لأنه يعني أن الشعب الفلسطيني موحد في المطالبة بحق العودة.

بدوره، شدد المنسق العام للجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، محمد عليان، على أن حق العودة مكفول بالقرارات والمعاهدات الدولية، أهمها قرار الأمم المتحدة رقم 194، القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها، وتعويضهم عن سنين التهجير التي قضوها بعيداً عنها.

ورفض عليان أي اتفاق ينقصه حق العودة. وأكد أن كل محاولات الاحتلال من مصادرة الأراضي وهدم البيوت، والإبعاد، هي محاولات لن تنجح في اجبار الفلسطينيين على ترك وطنهم، ولا الاعتراف بيهودية الدولة.

وانطلقت مسيرات مماثلة في مختلف مدن الضفة الغربية مباشرة بعد إطلاق صافرات الانذار لمدة 66 ثانية بعدد سنين النكبة، إيذاناً ببدء الفعاليات وحداداً على أرواح الشهداء الفلسطينيين الذي قضوا طيلة 66 عاماً.

وفي مدينة الخليل (جنوب الضفة)، أصيب العشرات بحالات اختناق عقب المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال، التي استخدمت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط لقمع المسيرة التي انطلقت من وسط المدينة. ونصب الفلسطينيون عشرات الخيم في قرية الولجة التي يهدد الاحتلال بمصادرة أراضيها جنوب بيت لحم.

وفي القدس المحتلة (محمد عبد ربه - القدس المحتلة)، قمعت شرطة الاحتلال بالقوة مسيرة وتظاهرة سلمية واعتدت على المتظاهرين بالضرب بالهراوات، ودفعهم بعنف بواسطة الخيل، ما أدى الى إصابة 10 مواطنين على الأقلّ، من بينهم عضو المجلس التشريعي من حركة "فتح"، النائب جهاد أبو زنيد، و3 من المسعفين، وعدد من المصورين الصحفيين، كما اعتقلت 4 نشطاء دخلوا مع عناصرها في عراك بالأيدي.
كما دارت مواجهات عنيفة في بلدة أبو ديس، جنوب شرق القدس. كذلك، اندلعت مواجهات في محيط حاجز مخيم قلنديا شمال القدس، وعند المدخل الرئيس لبلدة الرام باتجاه جبع.

المساهمون