يوفنتوس ريال مدريد.. والجدل البيزنطي

منذ أن حسم يوفنتوس بطاقة التأهل إلى دور نصف النهائي من دوري الأبطال للمرة الأولى منذ اثني عشر عاماً، ومن وقتها يدور جدل كبير بين جمهوره من جهة، مدعوماً بالصحافة الإيطالية، وجمهور ريال مدريد من الجهة الأخرى، مدعوماً بالصحافة الإسبانية.

هي ربما المرة الأولى في تاريخ دور نصف النهائي التي يفرح فيها فريقان لأنهما سيتواجهان، في إسبانيا، الكلّ كان يتمنّى اليوفي على اعتباره الحلقة الأضعف في نظرهم، معلّلين ذلك بنتائجه وأسماء لاعبيه وكيفية مروره أمام موناكو.

وفي المقابل الآخر، كلّ الاستفتاءات التي حصلت قبل القرعة أشارت إلى أن غالبية جمهور اليوفي يتمنّون مواجهة الريال لأنه في نظرهم الأقل قوّة مقارنة مع البايرن وبرشلونة، وهذا ما عبّر عنه صراحة باولو روسي، محلّل سكاي، عندما قال إنه يتمنّى مواجهة الريال، أما مدرب اليوفي ماسيميليانو أليجري فقال بوضوح "أتمنّى عدم مواجهة البايرن".

من منهما على حق ولماذا! قد يبدو الأمر مفارقة، لكن وجهة نظر الجانبين تبدو صحيحة، فمن جهة يوفنتوس الأسهل بالنسبة للريال نعم، فريق أليجري ليس بقوة فريقي بيب جوارديولا ولويس إنريكه، ومن جهة ثانية، جمهور اليوفي يُدرك أن حظوظهم أمام البايرن والبارشا قليلة جداً. أضف إلى ذلك ذكريات يوفنتوس مع الريال هي الأفضل تاريخياً، خصوصاً مقارنة مع بايرن ميونخ..

ماذا يعني هذا؟ يعني ببساطة أن ريال مدريد مرشّح كبير للوصول إلى نهائي برلين والسعي نحو لقبه الحادي عشر، لكنّه يعني، أيضاً، أن اليوفي يملك الأسلحة لمحاولة منعه من تحقيق ذلك.

اليوفي سيعتمد على أمر حسمه للّقب قبل المواجهتين، وهذا ما يسعى إليه، ما يجعله يريح نجومه الأساسيين، ويعتمد على أن الريال منشغلاً كثيراً بالمنافسة على لقب الليجا ومهمّته ليست سهلة، وقد تأخذ من قوّته وتركيزه وجهوزية لاعبيه، هذا ما يتمنّاه اليوفي، لكن الأمور صعبة جداً عليه، لأن أنشيلوتي والريا،ل هما الأكثر خبرة في دوري الأبطال، يعرفان تماماً كيف يمرّان من كلّ العقبات.

يوفنتوس – ريال مديد، جدلٌ كبيرٌ لن تحسمه سوى صافرة الحكم في البرنابيو.. وحتى ذلك الحين كل جمهور سيبقى يقول كلّ ما يتمنّاه، وله كلّ الحقّ بفعل ذلك.

لمتابعة الكاتبة.. https://twitter.com/ShifaaMrad