يوسف ذنون.. رحيل شيخ الخطّاطين

يوسف ذنون.. رحيل شيخ الخطّاطين

04 يوليو 2020
(يوسف ذنون)
+ الخط -

رحل أمس الجمعة فنان الخط العراقي يوسف ذنون (1931 - 2020) الذي عُرف بـ
"فقيه الخط العربي" و"شيخ الخطّاطين العراقيّين"، في مسقط رأسه الموصل، حيث توفي في أحد مستشفياتها إثر تردي حالته الصحية منذ أسبوع.

عمل ذنون مدرساً، وبرع في الرسم صغيراً وبدأ شغفه بالحروف ورسمها من دفاتر المدرسة المبكرة، وقد تعلّم الخط بشكل ذاتي قبل أن يحصل عام 1966 على شهادة من الخطاط التركي حامد الآمدي، وهذه إحدى الإجازات صعبة المنال؛ إذ لم يكن الآمدي يمنح شهاداته إلّا بعد أن يتأكّد من قدرة الخطّاط على الكتابة بكافة أنواع الخطوط العربية. 

اشتهر "شيخ الخطّاطين" بالكتابة على العمارة الإسلامية، فعرفت خطوطه في مساجد العراق مثل "جامع النوري"، و"جامع المثنى" و"جامع فخري شنشل"، والأخير يضم 300 متر من الكتابة قسمٌ منها نقش على الحجر وآخر على الجص وآخر على القاشاني، وقد صنع الفنّان قلماً خاصاً به من المعدن يحمل الحبر بطريقة معينة لكي يكتب مباشرة من دون قوالب.

للراحل نقوش على أكثر 250 مبنى في بلدان مختلفة، من بينها جامعة الموصل التي كتب على بوابتها "وقل ربي زدني علماً" بالثلث الذي يصفه بأنه "أشرف أنواع الخطوط". كما كتب أبجدية لشركة سويسريه تمثّل مختصرات مرسومة لكلمات ومصطلحات.

اعتُبر ذنون واحداً من "سحرة الأرض" الذي ضمهم كتاب أصدره "مركز بومبيدو" عام 1989 في فرنسا وضمّ مئة فنان من الأمهر في مجالاتهم حول العالم والذين يشكل فنهم تحولاً فيها.

كان الراحل من أبرز الأعضاء الخمسة الأساسيين في "حركة القوميين العرب" في العراق، مع عبد الباري الطالب وحسين الفخري وسالم الحمداني وغانم يونس. وأثناء عمله في المدرسة حرص على تدريب مدرّسي الفنون على فن الخط لتعليمه لطلابهم.

بعد تقاعده من التدريس في الثمانينيات، تفرّغ تماماً للخط العربي وبدأ يقدّم محاضرات في تاريخ الخط، ثم فتح بابه لتعليم الخط للفنانين الناشئين في الموصل، ومن أبرز تلاميذه إياد الحسيني خطّاط الدينار العراقي ونصب الشهيد، وكما يقول في آخر لقاء أٌجري معه فقد "علّم كل خطاطي العراق في السبعينيات". 

أصدر يوسف ذنون عدة مؤلفات عن الخط العربي، من بينها: "الكتابة وفنّ الخطّ العربي، النشأة والتطوّر"، و"مبادئ الزخرفة العربية: التوريق"، و"تحسين الكتابة الاعتيادية"، و"الواسطي موصلياً" وغيرها من الكتب التعليمية لفنون الخط.

كما كُتبت عنه دراسات تقرأ إضافته في فن الخط العربي؛ ومن بينها: "يوسف ذنون : مدرسة الإبداع في الخط العربي" لعبد العزيز عبد الله محمد، و"دراسات في الخط العربي وأعلامه: حول تاريخ وأعمال يوسف ذنون" لفوزي سالم عفيفي.

 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون