يهود فنزويلا يرفضون الهجرة لإسرائيل رغم الضائقة الاقتصادية

يهود فنزويلا يرفضون الهجرة لإسرائيل رغم الضائقة الاقتصادية

02 أكتوبر 2016
يهود فنزويلا يتوجهون إلى فلوريدا وبنما وإسبانيا (جو رايدل/Getty)
+ الخط -
تبدي الدوائر الرسمية في تل أبيب إحباطاً من عدم إسهام الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بفنزويلا حالياً في إقناع أفراد الجالية اليهودية فيها بالهجرة إلى إسرائيل. ويقول يغآل فلمور، مدير العلاقات العامة والاتصال في الوكالة اليهودية، المسؤولة عن تهجير يهود العالم إلى إسرائيل، إنه على الرغم من أنه يأمل أن تفضي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في فنزويلا إلى إقناع أفراد الجالية اليهودية بالتوجه إلى إسرائيل، إلا أنه لا توجد مؤشرات على أنهم سيختارون إسرائيل كوجهة للهجرة. وتنقل صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر أمس الأربعاء، عن فلمور قوله إن هناك مخاوف أن من يفضل يهود فنزويلا الهجرة إلى مناطق قريبة منهم، وليس إلى إسرائيل، مشيراً إلى أنه على الرغم من أنه قد مضى وقت طويل نسبياً على الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد، إلا أن نسبة ضئيلة من اليهود قد غادروا فنزويلا إلى إسرائيل. وحسب فلمور، فإن يهود فنزويلا يفضلون التوجه إلى فلوريدا في الولايات المتحدة، وبنما وإسبانيا. وتشير صحيفة "هآرتس" إلى أن إقدام فنزويلا على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في العام 2009 احتجاجاً على الحرب التي شنتها حكومة إيهود أولمرت على قطاع غزة قلص من قدرة إسرائيل على التواصل مع الجالية اليهودية هناك والعمل من أجل إقناع أفرادها بالهجرة لإسرائيل، حيث إن الوكالة اليهودية هي الطرف الوحيد الذي يحافظ على قنوات اتصال معهم. 

ومما يثير الإحباط لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب من رفض يهود فنزويلا الهجرة إلى إسرائيل، حقيقة أنهم تجاهلوا عرض وزارة الاستيعاب الإسرائيلية، قائمة من الإغراءات عليهم لإقناعهم بالهجرة عبر الوكالة اليهودية. ونوهت الصحيفة إلى أن العدد القليل من اليهود الذي يرغب بالهجرة لإسرائيل يكون مطالباً بالتوجه أولاً الى إسبانيا، ومنها لإسرائيل، لعدم قدرتهم على الحصول على تأشيرة سفر إلى هناك. وتشير الصحيفة إلى أن العائلات اليهودية التي ترغب في مغادرة البلاد ليس بوسعها بيع ممتلكاتها، لأنه لا يوجد من هو مستعد للشراء بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، ما يعني أن كل من يقرر الهجرة عليه أن يكون مستعداً لبدء حياته من الصفر خارج فنزويلا.

وفي سعيها لحث حكومة بنيامين نتنياهو على بذل جهود استثنائية من أجل توفير الظروف التي تضمن تهجير يهود فنزويلا، فقد عمدت الكاتبة اليمينية سارة بلاك إلى الادعاء بأن سياسات نظام الحكم الحالي في فنزويلا ساعدت على استشراء التوجهات اللاسامية تجاه اليهود. وفي مقال، نشرته في صحيفة "معاريف" الثلاثاء، ادّعت بلاك، التي سبق لها العمل في بعثة للوكالة اليهودية في كراكاس، أن اليهود يتعرضون حالياً لمضايقات واعتداءات لأنهم يهود، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من قبل الحكومة الإسرائيلية. ومن أجل تسويغ الإقدام على تحرك عاجل، نوهت بلاك إلى أن الجالية اليهودية في فنزويلا، التي كانت من أغنى الجاليات اليهودية في العالم، حرصت على دعم إسرائيل ومؤسساتها، مشيرة إلى أن رجال الأعمال اليهود الفنزويليين تبرعوا لتدشين مؤسسات صحية وتعليمية وجماهيرية داخل إسرائيل.

لكن اليهود الذين يقيمون في فنزويلا، وأولئك الذين هاجروا إلى إسرائيل، وعلى الرغم من موقفهم المعادي للحكم الحالي في كراكاس، إلا أنهم يجمعون على أن الشعب الفنزويلي أبعد ما يكون عن تبني التوجهات اللاسامية. ويقول فرناندو يورمان، وهو صحافي يهودي هاجر من فنزويلا إلى إسرائيل، إن أحداً من اليهود في فنزويلا لم تتم معاملته بشكل سلبي بسبب دينه. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن يورمان قوله إن ما يعانيه اليهود في فنزويلا هو ما يعانيه كل الشعب الفنزويلي في هذه الأيام بفعل الضائقة الاقتصادية الناجمة عن تدهور أسعار النفط.

ويتفق الحاخام بنحاس بيرنر، الذي ظل لأكثر من 40 عاماً حاخاماً أكبر لليهود في فنزويلا، مع يورمان، ويؤكد أن الفنزويليين "من أكثر شعوب العالم انفتاحاً تجاه اليهود". ونقلت "هآرتس" عن بيرنر، الذي يقيم في الولايات المتحدة حالياً، قوله "على مدى فترة تواجدي في فنزويلا لم أشعر بأي مظهر من مظاهر اللاسامية"، مشيراً إلى أنه حتى في هذه الأيام فإن العلاقة تتوطد أكثر بين اليهود وغيرهم من أتباع الأديان الأخرى.


المساهمون