يشار كمال.. التلويحة الأخيرة

يشار كمال.. التلويحة الأخيرة

01 مارس 2015
تصوير: جين شلوتير (برلين، 2009)
+ الخط -

انتهت أمس رحلة عطاء تجاوزت سبعة عقود، برحيل الكاتب التركي الكردي يشار كمال في إسطنبول عن 92 عاماً.

نسج كمال (1923- 2015) ابن قرية "سيلينيس" الكردية، إحدى قرى جنوب شرق تركيا، عالمه الروائي من آمال وآلام الجمهور التواق للحرية، وظل يكتب حتى سنواته الأخيرة، رافضاً عبر أدبه استغلال الإنسان للإنسان.

ترك كمال - الذي نشر أول كتبه عام 1943 - قرابة أربعين عملًا، تراوحت بين مجموعات قصص وروايات ومسرحيات وريبورتاجات ومجموعات شعرية، وكان أحد رواد الانتقال من رواية المدينة والشخصية الأرستقراطية إلى رواية القرية التي تحاكي واقع الفلاح في مواجهة الآغا الإقطاعي، في تصوير قائم على زوايا من البؤس والقهر، والعنف والتعاسة والاحتجاج التي وسمت أعماله مكونة صوت الجماهير المقهورة في وجه الفرد القاهر.

تمثل اتجاه كمال نحو الإنسان المقهور في روايته "ميميد يا صقري" التي قدمت شخصية الرعوي بعد كمال أتاتورك، حيث قدمه كقاطع الطريق النبيل - متأثراً بابن عمه قاطع الطريق الشهير- الذي يشبه روبين هود في مساعدته للفقراء وسرقة الأغنياء، في قالب حكائي خرافي ذي دلالة أخلاقية وسياسية؛ فضلاً عن صورة الطبيعة بسهولها وجبالها ومناخاتها المتقلبة التي تمثل حقبة مهمة من طفولته المليئة بالأحداث المؤسفة، بدءاً من موت أبيه مقتولاً، إلى خسارته لعينه، وعدم إكماله لدراسته.

أما روايته الأبرز "الصفيحة " التي تحولت إلى عمل مسرحي وترجمت إلى العديد من اللغات ومنها العربية، فتعد من أفضل ما قدمه كمال في حياته الأدبية الزاخرة، حيث تصور ظلم الطبقة الإقطاعية التركية للطبقة العمالية الكادحة والصراعات الطبقية في المجتمع التركي.

كان كمال يؤكد دوماً أنه مع الإنسان وضد الحرب في جميع ظروفها، فهو القائل لقرائه "لا أريد لقارئ كتبي أن يصبح قاتلاً، أريده أن يعادي الحرب، وليعارض قارئي نفي الإنسان للإنسان ويكافح اضطهاد الآخرين... ليتّحد قرّائي مع الفقراء، لأنّ الفقر عار على البشرية".

تجاوز عدد الجوائز التي حصل عليها كمال خلال مسيرته الثلاثين جائزة، إضافة إلى ترشيحه لجائزة نوبل للأدب كأول كاتب كردي تركي يرشّح لها.

المساهمون