يزن السيد في إعلان عنصري

يزن السيد في إعلان عنصري

30 يونيو 2020
لم يسبق لفنان سوري بالظهور في إعلان مشابه (فيسبوك)
+ الخط -
شن السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة من الانتقادات ضد الممثل السوري يزن السيد، وذلك بعد ظهوره في إعلان شركة "ريد تكسي" اللبنانية، لأن الإعلان لم يخل من العنصرية ضد السوريين.
تقوم فكرة الإعلان على المقارنة ما بين سيارات شركة "ريد تكسي" اللبنانية، وسيارات التكسي العشوائية التي قد تسير في شوارع لبنان، وذلك من خلال دخول أحد زبائن "ريد تكسي" إلى سيارة تكسي عشوائية عن طريق الخطأ؛ لتبين هذه الحادثة أننا أمام نموذجين متعارضين، فسيارات "ريد تكسي" توفر كافة وسائل الراحة الممكنة التي يتم اختزالها بقيام فتاة جميلة بفتح باب السيارة للزبون وإعطائه مساحة خاصة ومريحة. أما النموذج الثاني فهو سيارة يقودها سائق سوري، متحرش ويتعدى على مساحة الزبائن الخاصة؛ وهذا هو الدور الذي أداه يزن السيد.
فعلياً، إن التعاقد مع نجم سوري للمشاركة في صناعة إعلان عنصري ضد السوريين في لبنان، هو سابقة؛ فخلال الأعوام السابقة أفرز الإعلام اللبناني الكثير من المواد المشبعة بالعنصرية، فنشرت بعض الجرائد اللبنانية العديد من التقارير العنصرية، مثل مقال "الحمرا ما عادت لبنانية... التوسّع السوري غيّر هويّتها"، على جريدة النهار، والذي ورد فيه: "الحمرا صارت اليوم سودا"، بالإشارة إلى أن الحضور السوري الكثيف غير من ملامح الشارع اللبناني وطمسه باللون الأسود، على اعتبار أن لون بشرة السوريين داكنة! وواظبت الجريدة ذاتها على نشر تقارير إعلامية عنصرية حملت فيها السوريين مسؤولية كل أزمة تحل في لبنان، بما فيها أزمة النفايات وأزمة تلوث الهواء وغيرها الكثير.
كذلك، جندت بعض الشاشات اللبنانية نفسها لتكون منابر لنشر العنصرية، فلم تخل نشرات أخبارها اليومية من الحديث عن الأضرار التي ألحقها اللاجؤون السوريون في لبنان، وحتى في برامجها الترفيهية، كانت ثيمة اللاجئ السوري حاضرة كنموذج للسخرية، والأمثلة على ذلك كثيرة، منها أغنية "يا عين عالسوريين بأرضي اللبنانية" التي أُديت في برنامج "قدح وجم".
لكن، في جميع الأمثلة السابقة، كان النجوم السوريون بعيدين كل البعد عنها، بل على العكس من ذلك، كانت الشاشات اللبنانية تقوم بترفيعهم إلى مكانة تعلو فوق اللاجئين السوريين؛ وهو ما يمكن التماسه ببعض المقابلات التلفزيونية التي أجرتها ذات الشاشات معهم، والتي كانوا يعاملون بها بكل احترام، ويتم تمييزهم عن بقية السوريين الموجودين في لبنان؛ ومنها مقابلة مع الممثل السوري أويس مخللاتي، التي تم التعاطي فيها معه باحترام كبير بعد مشاركته بمسلسلي "نص يوم" و"الهيبة"، وورد فيها اتصال يؤكد على التمييز بين الفنانين السوريين واللاجئين السوريين، إذ أكد المتصل أنه يرحب في لبنان بالسوريين من أمثال أويس مخللاتي فقط.
وبمشاركته في إعلان "ريد تكسي"، فإن يزن السيد يفتح بابا جديدا من العنصرية، فهو يبين أن الفنانين السوريين يوافقون على الصور النمطية التي يرسمها الإعلام اللبناني للسوريين على أرضهم، وليس لديهم مشكلة بتجسيد الدور المطلوب.
ومع ذلك، فإن بعض السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي دافعوا عن يزن السيد، وارتؤوا أن مشاركته بالإعلان لا تعني أنه يقبل بالعنصرية، بل إن البعض منهم هاجم المنتقدين واتهموهم بالغيرة، لأنهم لم يحصلوا على الفرصة التي حصل عليها يزن السيد، وكأنهم لا يدركون أن السيد مثّل دوراً صغيراً في إعلان تجاري، لا أكثر.

وتجب الإشارة إلى أن التعاطي مع اسم يزن السيد في المنشورات الداعمة أو الناقدة له هو أمر مبالغ فيه نسبياً، فلا يمكن التعاطي مع يزن السيد كنجم سوري كبير، فهو لم يؤد سوى دور بطولة واحد في مسيرته، بمسلسل "سنة أولى زواج"، ولم يتمكن من خلال الأدوار الكثيرة التي أداها من أن يترك بصمة واضحة في الدراما السورية. وأما عن تجربته في مجال الإعلانات، فيعتبر إعلان "ريد تكسي" هو ثاني إعلان له، بعد أن ظهر في إعلان "بسكوتة بركات" في رمضان الماضي.

المساهمون