وندد المشاركون في الوقفة التي أقيمت في "المدرسة السورية"، تحت عنوان "درعا مهد الثورة ومقبرة الغزاة"، بالعملية العسكرية التي تشنّها قوات النظام السورية على درعا، مدعومة بحلفائها من الروس والإيرانيين، مطالبين العالم العربي، والمجتمع الدولي، بالوقوف مع أهالي درعا المهجّرين.
وقال السفير السوري في الدوحة نزار الحراكي، خلال كلمة بالوقفة، "لقد اجتمعنا هنا لنوصل صوتنا للذين يضحون بدمائهم لأجل كرامتنا وحريتنا والتي يتوق إليها السوريون اليوم"، وأضاف "نحن السوريين لم نذق طعم الحرية منذ خمسة عقود في ظل نظام بشار الأسد؛ فنحن اليوم بحاجة لانتصار يرفعنا إلى العلا كما كانت سورية قبل أسرة الأسد"، داعياً الدول العربية إلى "نصرة الشعب السوري الذي يتعرّض لأبشع جرائم القتل والتهجير".
وتشنّ قوات النظام السوري، منذ 19 يونيو/حزيران الماضي، بدعم من روسيا، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا جنوبي سورية، مهد الحركة الاحتجاجية التي اندلعت ضد النظام في منتصف مارس/آذار 2011، بهدف السيطرة عليها بالكامل.
وتواجه الفصائل المعارضة في محافظة درعا، انقساماً في صفوفها بين مؤيد ورافض "لاتفاقات المصالحة" التي تقترحها روسيا وتتضمن انتشار قوات النظام، وفق ما أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وأجبرت العملية العسكرية للنظام السوري وحليفته روسيا، في محافظة درعا، عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، وتوجّه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن الذي أكّد أنّه سيبقي حدوده مغلقة.
ووفق الناطق باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن محمد الحواري، تجاوز عدد النازحين في جنوب سورية على الحدود مع الأردن، نتيجة العمليات العسكرية الأخيرة لقوات النظام السوري، الـ270 ألفاً، ما يهدد بكارثة إنسانية.
وحسب تقرير لـ"الشبكة العربية لحقوق الإنسان"، فقد قُتل 214 مدنياً على الأقل؛ بينهم 65 طفلاً، و43 امرأة، جراء هجمات قوات النظام المدعومة جواً من الطيران الروسي، خلال الفترة ما بين 15 و30 يونيو/حزيران الماضي.
وكان الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، يشهد وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان، منذ يوليو/تموز العام الماضي، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانة برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.