وفاة #هلال_الحاج: الموت يحصد اليمنيين في طريقهم إلى أوروبا

وفاة اللاعب اليمني #هلال_الحاج: رحلة الموت والخذلان للوصول إلى أوروبا

22 سبتمبر 2019
رثاء واستياء إثر الواقعة (تويتر)
+ الخط -
اختصر الموت آمال النجاة التي رسمها لاعب الكونغ فو اليمني هلال الحاج وهو يعبر مياه البحر المتوسط. على أعتاب الحلم بالوصول إلى أوروبا خطفت مياه البحر حياة الحاج الذي أحرز بطولات خلال تمثيله اليمن على المستوى العربي والآسيوي بعد أن غرق قرب شواطئ مدينة مليلية التي تديرها إسبانيا وتعتبرها المغرب مدينة محتلة.

وكانت الحرب وتفاصيل المأساة التي تعرض لها اللاعب اليمني دافعاً لخيار الهجرة إلى أوروبا للبحث عن حياة تليق بنجم رياضي لطالما رفع اسم اليمن خلال مشاركاته الرياضية، وظل مثاراً للإشادة وهو يحرز البطولات الرياضية.

وكشف سعيد الحاج عن إهمال واستخفاف تعرض له شقيقه هلال من وزارة الرياضة التي يديرها الحوثيون، بُعيد عودته من المشاركة في أولمبياد التضامن الإسلامي التي استضافتها مدينة باكو عاصمة أذربيجان.

وروى في تدوينة على فيسبوك، ما تعرض له شقيقه بعد عودته إلى صنعاء ولقائه بوزير الشباب والرياضة التابع للحوثيين حسن زيد "قال له بالحرف الواحد يا أستاذ حسن هيا باتجيبوا لنا حقوقنا وتكرمونا إحنا رفعنا علم اليمن عالياً؟؟ رد عليه حسن زيد وقال له وأنت من قلك ترفعه، علم اليمن بيرفعوه رجال الله في الجبهات!!؟؟".

وقال الحاج "أخي وشقيقي وروحي وكل شي بحياتي يستشهد غرقاً في شواطئ مدينة مليلية بحثاً عن حياة آمنة وعن وطن يقدر ويثمن الموهبة التي يمتلكها، سافر بعد أن خذلته بلادنا وخذلته دولتنا واتحادنا ووزارة الشباب والرياضة لا ألحقهم الله خيراً ولا أعطاهم الله بركة وعافية". وتابع "هذه الكلمات التي تركته يبحث عن وطن يقدر المواهب وبينما هو يبحث عن الحياة الكريمة والآمنة لقي نفسه شهيداً في غمضة عين ولا حول ولا قوة الا بالله".

وقالت وسائل إعلام مغربية، إن اللاعب اليمني توفي في حادثة غرق قارب مطاطي كان يقل عشرات الشباب من جنسيات عربية خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية.

هذه الحادثة انعكست على تدوينات الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي إذ عبروا عن حزنهم للواقعة المأساوية التي تعرض لها هلال الحاج، مشيرين إلى أن محاولته الهجرة إلى أوروبا دليل على ما قاساه بسبب إهمال الجهات المعنية في البلاد.

وكتب أصدقاء لهلال، رسائل رثاء ومواساة وقصصاً عما تعرض له من تهميش من قبل مسؤولي الحكومة، خلال مشاركته في الأولمبياد الرياضية.

وقال جمال الصبري أحد رفقاء الحاج، "هلال ليس بطل اليمن وآسيا فقط بل أكثر من ذلك إنسان شهم ومثابر ولا تمل من الحديث والعيش معه، شجاع يحمل قلب أسد وبريء كروح طفل، وشخص عصامي يعتمد على نفسه منذ مدة طويلة ويعمل من أجل توفير مصاريفه ومواصلة تعليمه وهو بالمناسبة طالب في كلية التربية الرياضية ويجمع بين العمل والدراسة والرياضة".

وتابع "كنا معا منذ عام من الآن في مصر بعدها إندونيسيا وهناك قررنا سويا العودة إلى مصر وكنت حينها قد حصلت على فيزة عودة إلى مصر بينما لم يعامل هو عليها ورجعنا إلى مطار القاهرة واحتجز في المطار بسبب الفيزا وقعدت في صالة المطار أتواصل مع والدي واخيه سعيد وبعض المسؤولين في السفارة والوزارة إلى أن تاكدنا أنهم سيسمحوا له بالدخول".
وأضاف "لا أخفيكم أني اصبحت أكثر نقمة على المسؤولين على الرياضة في البلد وأنني أكتب كل الأحداث والمواقف التي تحصل في الكواليس وسيأتي يوم يفضح فيه المستور، وناقم على جهلنا وضعفنا أمام أمراء الحرب وهم يتحكمون في مصيرنا وكانهم آلهة ويدمرون مستقبلنا ونحن بلا حول ولا قوة".

وقال رضوان راشد على تويتر "كنت في الصف الثاني الثانوي حين كرمته مدرستنا بعد تحقيق بطولة رفع فيها علم اليمن عاليا. نعرف عنه حب الانتماء لوطنه لكنه يموت غرقا أثناء محاولته الوصول إلى إسبانيا بحثا عن حياة كريمة ودولة تنظر لمهاراته وتقدرها بعد أن أهملته وزارة الشباب والرياضة في بلده".

ودوّنت الصحافية سامية الأغبري على فيسبوك "غرق هلال في البحر أثناء محاولته الدخول إلى إسبانيا، وقبله غرق شباب يمنيون اثناء محاولتهم البحث عن مستقبل وحياة جديدة في أوروبا، ولايزال عدد من شباب اليمن في قبضة عصابات الاتجار بالبشر في ليبيا الذين يطالبون أهالي المختطفين بفدية لإطلاقهم!".

وكتب علي محمد العقبي "بعد مضايقة الحوثيين وفاة اللاعب اليمني الأولمبي هلال الحاج غرقا أثناء محاولته الهجرة إلى أوروبا "هلال الحاج" من أبناء مديرية الرجم التابعة لمحافظة المحويت شمال اليمن، والذي كان مثالاً للرياضي الملتزم والمجتهد، والإنسان الذي تميز بأخلاق عالية، وحصد الكثير من الإنجازات".

ونشر المغردون مرثيات بوفاة اللاعب هلال الحاج، تحت وسم #هلال_الحاج ، فيما عبرت السفارة اليمنية في مدريد عن بالغ حزنها، وقالت إن الحرب والانقلاب كانا سببين لإجباره وغيره للبحث عن موطن آمن.

وكتبت "أفنان" مرثية بوفاة هلال "لما ضقت يا وطني بنا! قد كان حلمي أن يزول الهم عني عند بابك. قد كان حلمي أن أرى قبري على أعتابك. الملح كفنني وكان الموج أرحم من عذابك. بخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك!. فبخلت يوما بالسكن. والآن تبخل بالكفن. ماذا أصابك يا وطن!".

وقال هارون عبدالله على تويتر "أعطيتها الفخر وحين لم تجد فيها طعاما وشرابا، حصدت الموت غرقاً". وكتب فهد القادري "هذه الأرض طاردة لرجالها، عدوة لأبطالها الحقيقيين. #هلال_الحاج الذي مثل اليمن في الكونغ فو وكان بطلاً آسيوياً لم يهتم به أحد فقرر الهجرة غربا نحو أوروبا قضى غرقاً في البحر وحيداً كالعلم الذي يرفعه".

دلالات

المساهمون