وفاة قائد "جيش التحرير الفلسطيني" طارق الخضراء في سورية

وفاة قائد "جيش التحرير الفلسطيني" طارق الخضراء في سورية

06 اغسطس 2020
الخضراء قد يكون توفي بكورونا(فيسبوك)
+ الخط -

نعى "جيش التحرير الفلسطيني"، أمس الأربعاء، قائده ورئيس أركانه اللواء محمد طارق الخضراء بعد وفاته في أحد مستشفيات العاصمة دمشق.

ولم يكشف بيان "جيش التحرير" سبب وفاة الخضراء، إلا أنّ صفحات إخبارية محلية رجحت وفاته إثر الإصابة بفيروس كورونا، في مستشفى تشرين العسكري بدمشق.

وجاء في البيان "ننعى إلى جماهير أمتنا العربية وجماهير شعبنا العربي الفلسطيني المرحوم بإذن الله القائد والمناضل الفلسطيني اللواء محمد طارق الخضراء رئيس هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني الذي وافته المنية مساء اليوم الأربعاء بعد حياة حافلة بالعطاءات السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية والإبداعية".

ولد اللواء الخضراء في فلسطين المحتلة، مدينة غزة عام 1941، وتنقل مع أهله في مدن الساحل الفلسطيني واستقر في صفد، التي نزح عنها خلال نكبة فلسطين عام 1948 مع أسرته سيراً على الأقدام إلى بنت جبيل في لبنان، لينتقل بعدها إلى مدينة حمص في سورية، وعاش فيها طفولته حتى عام 1958، لينتقل بعدها إلى دمشق حيث أكمل فيها دراسته الثانوية، ليتطوع في العام 1960 في الجيش السوري ويلتحق بالكلية الفنية العسكرية في القاهرة.

تخرج من الكلية الحربية في حمص عام 1962 برتبة ملازم. وبعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 التحق بـ"جيش التحرير" الفلسطيني في منتصف عام 1966 برتبة ملازم أول، وعين في القيادة العامة لجيش التحرير الفلسطيني ومقرها في القاهرة.

وقبل اندلاع حرب يونيو/ حزيران 1967 التحق بوحدات "جيش التحرير" الفلسطيني المقاتلة في قطاع غزة كقائد سرية، وبعد النكسة التحق بوحدات "جيش التحرير" على جبهة قناة السويس ضمن قوات عين جالوت.

وفي منتصف عام 1968 انتقل للعمل في وحدات "جيش التحرير" الفلسطيني في سورية وتسلم مهام قيادة كتيبة في قوات حطين برتبة نقيب، وشاركت وحدته في حرب أكتوبر/تشرين 1973.

وبسبب موالاته للنظام السوري، عين قائداً عاماً لـ"جيش التحرير" الفلسطيني الذي يقدر تعداده بـ6 آلاف مجند وضابط، لمدة 40 عاماً أي منذ العام 1980 وهو متزوج وله ثلاثة أبناء.

شارك "جيش التحرير" تحت قيادة الخضراء في ثمانينيات القرن الماضي في قتال حركة "فتح" خلال سعي النظام السوري إلى شق الحركة بعد حرب 1982 في ظل الصراع آنذاك بين القيادة السوري وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات.

و"جيش التحرير" الفلسطيني، هو جيش نظامي يجند فيه جميع الشبان الفلسطينيين في سورية إلزامياً، وفق الأنظمة المتبعة في الجيش السوري.

تأسس "جيش التحرير" بداية عام 1964 كذراع عسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية وبدعم من القمة العربية الثانية، بقوام ثلاثة ألوية في كل من مصر وقطاع غزة (قوات عين جالوت)، وفي سورية (قوات حطين) وفي العراق (قوات القادسية) وبقي المقر العام للجيش في القاهرة حتى عام 1971. وأضيفت للجيش في ذلك العام كتيبة زيد بن حارثة في الأردن التي تحول اسمها لاحقاً إلى قوات بدر.

وبدأ الجيش بعد ذلك التاريخ في التلاشي في جميع المناطق، باستثناء سورية التي ظلت الدولة الوحيدة التي يخضع فيها الفلسطينيون للتجنيد الإلزامي في صفوف هذا الجيش الذي يخضع منذ ذلك الوقت قيادة وتمويلاً وتسليحاً للجيش السوري، وليس له أية علاقة بمنظمة التحرير.

يتكون "جيش التحرير" في سورية من 3 ألوية، وهي (أجنادين) ومقره في جبل الشيخ، و(حطين) ومقره في قطنا قرب دمشق و(القادسية) في ريف السويداء جنوبي البلاد. شارك الجيش بفاعلية في حربي 67 وأكتوبر/ تشرين عام 73 وحروب لبنان.

وبعد الثورة السورية، زج به النظام في بعض معاركه في مخيم اليرموك وريف دمشق ضد فصائل المعارضة، وضد "داعش" بريف السويداء، وسقط العشرات من جنوده وضباطه في هذه المعارك، وهو ما تسبب في بعض التصدع في الجيش وانشقاق عناصر وضباط وتشكيلهم ما سمي بـ"جيش التحرير الفلسطيني الحر"، ما أدى إلى إعدام بعض الضباط المنشقين من جانب النظام عام 2013.

دلالات