وسائل التواصل اللبنانيّة وعملية شبعا: الانقسام أقوى

وسائل التواصل اللبنانيّة وعملية شبعا: الانقسام أقوى

29 يناير 2015
(حسين بيضون\ العربي الجديد)
+ الخط -
يجُرّ الانقسام العمودي بين اللبنانيين حفلات متتالية من الجنون يومياً... أمس، بعد حفلة الجنون المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إثر إعلان "حزب الله" أنّه ردّ على الغارة الإسرائيلية على القنيطرة والتي أدت إلى مقتل عدد من قياداته، وذلك عبر قصف صاروخي في مزارع شبعا المحتلة أدى الى مقتل جنديين إسرائيليين واصابة 7، انطلقت حفلات التخوين والتخوين المضاد.

وانقسم اللبنانيون على وسائل التواصل إلى قسمين: الأول مع حزب الله، وعبّر عن إعجابه بالعمليّة التي قام بها الحزب، والثاني ضدّ "حزب الله"، وأعرب عن تخوّفه من آثار العمليّة. وهُنا انطلقت عمليّة التخوين. فقد اعتبر اللبنانيون المناصرون لفريق "الممانعة" على وسائل التواصل أنّ الفريق الآخر "عميل إسرائيلي"، ويقف "ضدّ المقاومة في بلاده". بينما اعتبر الفريق المقابل أنّ مناصري "حزب الله" تابعون لإيران ولا مجال لديهم للرأي الآخر.

وكتبت إحدى المستخدمات المؤيدات للحزب على "تويتر": "قيادات إسرائيل بعد عملية أسر 2006: سندمر قوة حزب الله بالكامل. قياداتها بعد عملية قتل 2015: العملية لا تستدعي حرباً... هذه هي "قوة ردع المقاومة".

وكتب مستخدم آخر: "لمنتقدي ردّ حزب الله اليوم على الاعتداء الإسرائيلي، لا تكونوا إسرائيليين أكثر من الإسرائيلي ذاته، ولا تنسوا أن المزارع لبنانية". وقالت أخرى: "شو وين للي كانوا بس من عشر ايام عم يزايدوا ويقولوا "سيأتي رد حزب الله في سورية".. هلّق بيطلعوا وبيقولوا "حزب الله يقود البلد نحو الهاوية". 

وفيما نشر مستخدمون معارضون للحزب رسماً كاريكاتورياً يُظهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، بينما هبطت أسهمهما، ويقول نتنياهو لنصر الله: "ساعدني هنا أساعدك هناك"، انتقد مؤيدون للحزب ذلك. وقالت إحدى المستخدمات: "أنا ناطرة نظريات المؤامرة... عندك مثلاً: هيدا اتفاق بين حزب الله ونتنياهو لزيادة شعبيتهما بعد هبوطها في الآونة الأخيرة". 

من جهتهم، كتب معارضون لحزب الله على وسائل التواصل أنّ "ما فعله الحزب يؤكد أن قرار السلم والحرب بيده وليس بيد الدولة اللبنانية". وقالت إحدى المستخدمات: "لا أدري ما هذه البهجة بحدوث حرب". وقال آخر: "تسافرون وتهاجرون وتقولون "فدا إجره".. تعوا قاوموا من هون". 

وفيما أكّد هؤلاء أنّهم ضد "حزب الله" وتدخله في سورية ولكنّ هذا لا يعني أنهم يقفون مع إسرائيل، كتب أحد المستخدمين: "أنا مع بلدي ضد أي اعتداء". وقال آخر: "المقاومة ليست فقط حزب الله".

من جهة ثانية، كتبت إحدى المستخدمات: "أنا هلأ عرفت ليه بالـ2006 كنا عم نلعب ورق بالجنوب تحت القصف ومش خايفين... لأن ما كان في تويتر وفيسبوك لنشوف تنظيركم علينا".

ووصل هذا الانقسام إلى وسائل الإعلام، ففيما تعرّض إعلاميون على وسائل التواصل للهجوم من قبل مستخدمين بسبب مواقفهم السياسية، عرضت قناة "أو تي في" التابعة للتيار الوطني الحر (ميشال عون)، أمس، تقريراً يُظهر النائب ستريدا جعجع من القوات اللبنانية (زوجة سمير جعجع)، وهي تقول: "ولعانة بالجنوب؟... انشالله يا رب"، تبيّن أنّه مجتزأ من حديث دار بينها وبين إعلاميّة في مجلس النواب. كما تداول مستخدمو وسائل التواصل بياناً ساخراً عن القوات اللبنانية، تبيّن أنّه مزيّف. 

واستخلص أحد المستخدمين ما حصل أمس واليوم صباحاً، قائلاً: "الخلاصة الحقد الطائفي أقوى من العداء لإسرائيل..". ووافقه آخر قائلاً: "المضحك المبكي، كمية "ستاتوسات" التخوين والتخوين المضاد على فيسبوك منذ صباح أمس غطت على كل ما جرى على الحدود، جدياً حتى لو حُررت القدس ما كان أحد سيلاحظ!".


المساهمون