وزارة العدل الأميركية بحثت عزل ترامب من منصبه

النائب السابق لمدير "FBI": وزارة العدل الأميركية بحثت عزل ترامب من منصبه

15 فبراير 2019
مكابي (يمين) مع سيشنز بوزارة العدل 13/7/2017 (أليكس ونغ/Getty)
+ الخط -

كشف أندرو مكابي، النائب السابق لمدير مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي"، أنّ كبار المسؤولين في وزارة العدل الأميركية بحثوا عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ مكابي قال في مقابلة تلفزيونية، عُرض جزء منها، الخميس، إنّ "مسؤولي وزارة العدل انزعجوا من قرار ترامب إقالة جيمس كومي، مدير (إف بي آي)، في مايو/أيار 2017، وناقشوا ما إذا كان عليهم الطلب من نائب الرئيس أو أعضاء مجلس الوزراء عزل ترامب من منصبه، استناداً إلى التعديل الخامس والعشرين (في الدستور الأميركي)".

وأمر مكابي، بعد هذه التخوفات من تصرفات ترامب، فريق "إف بي آي" بالتحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات، للنظر في ما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة بإقالته كومي، وما إذا كان ترامب يعمل لصالح روسيا ضد المصالح الأميركية.

وأوضح مكابي الذي تولّى مهام كومي بالإنابة بعد إقالته، أنّ نقاشات مسؤولي وزارة العدل جاءت قبيل تعيين روبرت مولر، في وقت لاحق من شهر مايو/أيار 2017، كمحقق خاص في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية عام 2016.


وجاءت تصريحات مكابي في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" الأميركية، المقرر بثها بالكامل يوم الأحد، تزامناً مع حملة الترويج لكتاب مذكراته بعنوان "التهديد: كيف يحمي (إف بي آي) أميركا في عصر الإرهاب وترامب"، والذي سيصدر الأسبوع المقبل.

وقال ماكابي، في المقابلة: "مع أنني كنت قلقاً جداً، لكنني تمكّنت من وضع قضية روسيا على أرض صلبة للغاية، بحيث إذا استقلتُ بسرعة، أو تم نقلي أو إقالتي، كان لا يمكن إغلاق هذه القضية أو إزالتها في عتمة الليل، من دون أي أثر".

وعشية تقاعده في مارس/آذار 2018، أُقيل مكابي من منصبه، من قبل جيف سيشنز، وزير العدل الأميركي حينها، بعد اتهامه بـ"افتقاد الصراحة".


وأكد مكابي في المقابلة ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، في 22 أيلول/سبتمبر 2018، عن أنّ نائب وزير العدل الأميركي رود روزنستاين، اقترح سراً في اجتماعات بالوزارة، في صيف 2017، التنصت على الرئيس ترامب، وإقناع أعضاء بالحكومة باستخدام التعديل الدستوري لعزله من منصبه.

ومكابي هو أول شخص شارك في هذه الاجتماعات ويتحدّث علانية عنها، وفق ما ذكرت "نيويورك تايمز".

ولم يصدر بيان من البيت الأبيض تعليقاً على ما ورد في المقابلة، إلا أنّ ترامب هاجم مكابي، في تغريدة على "تويتر"، الخميس، واصفاً إياه بأنّه "عار على مكتب التحقيق الفيدرالي وعار على بلادنا".


وقال مسؤول سابق في وزارة العدل كان حاضراً جلسة النقاشات، عندما اقترح روزنستاين ارتداء سلك للتنصت على ترامب، لـ"نيويورك تايمز"، إنّ نائب وزير العدل قد أدلى بهذه التصريحات "على سبيل السخرية".

وفي بيان صدر، الخميس، قالت متحدثة باسم وزارة العدل إنّ "نائب وزير العدل يرفض مرة أخرى رواية مكابي للأحداث، ويعتبرها غير دقيقة ومنافية للوقائع".

وأضافت أنّ "روزنستاين صرّح، بناء على تعاملاته الشخصية مع الرئيس، بأنّه لا يوجد أساس لاستدعاء التعديل الخامس والعشرين، ولم يكن نائب المدعي العام في موقع يخوله النظر فيه".

وكان روزنستاين قد نفى صحة تقرير "نيويورك تايمز"، في سبتمبر/أيلول 2018، بوصفه "غير دقيق وغير صحيح بشكل فعلي"، وذلك في بيان أنحى باللوم في حينه أيضاً على "مصادر مجهولة تسعى لتحقيق أجندة شخصية".

وبررت إقالة مكابي، في مارس/آذار 2018، على خلفية تصريحات أدلى بها للمفتش العام لوزارة العدل، والذي كان ينظر في عدد من إجراءات "إف بي آي" في عام 2016، إذ حدّد المفتش العام أربع حالات "افتقر فيها مكابي إلى الصراحة" خلال مقابلته مع المحققين.

وقد أُحيلت القضية المرفوعة ضد مكابي إلى المدعين الفيدراليين، العام الماضي، ولكن من غير الواضح ما إذا كان سيواجه أي تهم جنائية، مثل "الكذب على المحققين"، وفق ما ذكرت "نيويورك تايمز".

مقتطفات من كتاب مكابي: ترامب "رئيس غوغاء"

ووفقًا لمقتطفات من كتاب مكابي المرتقب صدوره، أوردتها مجلة "ذي أتلانتك"، الخميس، فقد تباهى ترامب مراراً بإقالة كومي.

ووصف مكابي ترامب بـ"رئيس غوغاء"، قائلاً إنّ "الرئيس ورجاله كانوا يحاولون دفعي للتصرّف كما كان ليتصرّف رئيس فرقة إجرامية".


وكما فعل كومي، يذكر مكابي أنّه لجأ إلى الاحتفاظ بسجل اتصالاته مع ترامب، حتى يتمكّن من "امتلاك سجل ملموس لمحادثات مع شخص لا يمكن الوثوق به".

وكتب مكابي في مذكراته، كما أوردت "ذي أتلانتك": "كل يوم نحن أمام قاع جديد، حيث يعرض الرئيس نفسه ككاذب متعمّد يقول أي شي يرضي الآخرين للحصول على ما يريد".

المساهمون