وثائق جديدة: جيش الاحتلال تأهب للحرب بعد خطاب السادات

وثائق جديدة: تأهب داخل جيش الاحتلال للحرب غداة خطاب السادات في الكنيست

25 فبراير 2018
زيارة السادات لإسرائيل أفضت فيما بعد لاتفاقية كامب ديفيد(Getty)
+ الخط -



كشفت وثائق جديدة نشرها، صباح اليوم الأحد، الأرشيف العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن القيادة الأمنية في إسرائيل، أوعزت لقيادة الجيش وأصدرت لها أوامر تنفيذية ببدء الاستعداد لحرب قادمة مع مصر، وذلك غداة الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس المصري، أنور السادات أمام الكنيست.

وبحسب ما نشرته اليوم كل من يديعوت "أحرونوت" و"معاريف"، فقد أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، آنذاك، الجنرال موطا غور، في جلسة رئاسة أركان الجيش، أنه تلقى من وزير الأمن (عيزر فايتسمان) ولجنة الوزراء لشؤون الأمن، توجيهات ببدء الاستعداد لإمكانية اندلاع حرب قادمة، خاصة بعد العشاء المشترك الذي جمع بعد الخطاب قادة إسرائيل وهم كل من رئيس الحكومة مناحيم بيغن، ووزير الخارجية يغئال ألون ووزير الدفاع عيزر فايتسمان مع الرئيس أنور السادات والوفد المرافق له.

وأدلى غور بشهادة أمام جنرالات الجيش الأعضاء في هيئة الأركان بأن الأجواء كانت مشحونة وغير ناجحة بسبب عدم رضا الجانب المصري عن خطاب بيغن، الذي أعقب خطاب السادات، ولم يتضمن أي بادرة أو استعداد لتقديم تنازلات حقيقية للوصول للسلام.

إلى ذلك، أشارت "معاريف" و"يديعوت" إلى أن جنرالات الجيش الإسرائيلي وفي مقدمتهم رئيس الأركان آنذاك، موطا غور، أبدو شكوكا في نوايا السادات حتى بعد زيارته التاريخية لإسرائيل في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1977، والتي أفضت لاحقاً إلى إبرام معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية المعروفة باسم معاهدة كامب ديفيد.


ولفتت الصحيفتان، بشكل بارز إلى أن الجنرال رفائيل إيتان، المعروف بمواقفه العنصرية ضد العرب وأحد مجرمي الحرب الإسرائيلية على لبنان، كان الوحيد الذي اتخذ موقفا مغايرا وأعرب عن قناعته بأن نوايا السادات حقيقية.

ووفقا لما ذكرته "معاريف"، فقد قال موطا غور لجنرالات هيئة أركان الجيش، بعد ثلاثة أيام من زيارة السادات في جلسة ظلت سرية إلى أن كشف عن تفاصيل ما دار بها اليوم: "لقد أبدى أعضاء الوفد المصري عدم رضا كبير من خطاب بيغن. لم تكن وجبة العشاء المشتركة جيدة، ولم تتضمن أي شكل من أشكال العمل". وأضاف موطا غور أن اللقاءات التي جرت أيضا لم تكن جيدة.

وكشف غور أمام جنرالات الجيش أن "الأمر التنفيذي الذي تلقاه رئيس هيئة أركان الجيش، من وزارة الأمن ومن قسم كبير من أعضاء الكنيست هو "أعدوا الجيش للحرب".

وبحسب غور فقد سأل بيغن السادات: هل ستدعوني لزيارة مصر؟ فرد السادات سأدعوك لزيارة سيناء. عندها قال بيغن للسادات، أنا أستطيع دعوتك لسيناء.

ووفقا لما جرى في جلسة هيئة الأركان يتضح أن الجنرالات كانوا متفقين على أن خطابي بيغن والسادات أمام الكنيست لم يكونا أكثر من حوار طرشان.

وفيما كان الموقف الرئيسي لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي موطا غور، أن زيارة السادات لإسرائيل وخطابه في الكنيست مناورة إعلامية من السادات، يتضح أن آخرين خالفوه الرأي واعتبروا الزيارة خطوة حقيقية تعكس نوايا السادات لإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وهو ما تم لاحقا في منتجع كامب ديفيد الأميركي تحت رعاية الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر.