هل مادة "أوليندرين" الموجودة في نباتات الدفلى تصلح علاجاً لكورونا؟

هل مادة "أوليندرين" الموجودة في نباتات الدفلى تصلح علاجاً لكورونا؟

21 اغسطس 2020
تناول القليل من هذه الشجيرة السامة يمكن أن يقتل الإنسان (Getty)
+ الخط -

احتدم النقاش بين أحد أكبر رجال الأعمال في الولايات المتحدة، المقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مايك ليندل، وخبراء الصحة، بعد إعلان  ليندل إمكانية أن تكون مادة Oleandrin، الموجودة في نباتات "الدفلى"، علاجاً مناسباً لفيروس كورونا.

وبحسب ليندل، المدير التنفيذي لـلعلامة التجارية My Pillow (وهي شركة لتصنيع الوسائد مقرّها في مينيسوتا، الولايات المتحدة)، فإنّ النباتات التي تحتوي على مادة Oleandrin، أي جليكوسيد القلب السام، الموجودة في الدفلى، لها خصائص مماثلة لمادة الديجوكسي، وهي مادة قادرة على علاج بعض الفيروسات.

وقد صرّح ليندل، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أنّ ترامب بدا متحمساً لطرحه.

أثارت هذه الادعاءات انزعاج العلماء، الذين أكّدوا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن لا صحة لما يتم تداوله، إذ  لم تظهر أيّ دراسات أنّ مادة "أوليندرين" آمنة أو فعّالة كعلاج لفيروس كورونا.

ووفق تقرير حمل عنوان "الدواء الموجه إلى ترامب لمعالجة فيروس كورونا...يأتي من نبات قاتل"، فإنّ تناول القليل من هذه الشجيرة السامة يمكن أن يقتل الإنسان.

وقالت كاساندرا ليا كواف، عالمة النبات في جامعة إيموري: "لا يمكن العبث مع هذه النبتة"، مشيرة إلى أنّ تناول أي جزء منها، أو حتى أكل الحلزون الذي سبق أن مضغ بعض أوراقها، يمكن أن يتسبّب في عدم انتظام ضربات القلب ويقتل البشر والحيوانات.

ومادة "أوليندرين" توجد بشكل لافت في شجيرة الدفلى، المنتشرة في الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، التي تحظى بشعبية في تنسيق الحدائق والمسؤولة عن العديد من حالات التسمّم العرضي.

ووفق مقال نُشر على موقع The conversation، فإنّ هذه المادة الكيميائية تجعل النبتة سامة ومميتة.

العلاجات السامة
لا يعرف، حتى الآن، لماذا تعتبر النباتات السامة علاجاً مثيراً للأمراض. فقد درس روبرت هارود، الأستاذ في جامعة Southern Methodist ، قدرة الأوليندرين على محاربة نوع من سرطان الدم، على سبيل المثال، على الرغم من أنّ الدكتور هارود قال: "إنّ استخدام أوليندرين لعلاج فيروس كورونا لم يكن أكثر من مجرد (فكرة مثيرة للاهتمام)"، إلاّ أنّه يشجع ربما على نجاحها.

وأجرى معهد البحوث الطبية للجيش الأميركي للأمراض المعدية اختباراً،  في مايو/ أيار، لتحديد ما إذا كان يمكن للأوليندرين أن يوقف عدوى فيروس كورونا في الخلايا.

كانت النتائج "غير حاسمة"، واختار المعهد وقف هذا النوع من الأبحاث، وفق لوري سالفاتور ، المتحدثة باسم قيادة البحث والتطوير الطبي في الجيش.

كما تضمّنت دراسة أخرى، قام بها اثنان من شركة Phoenix Biotechnology، وهي شركة مقرّها سان أنطونيو ويمتلك ليندل حصة فيها، تجارب لمدة عشرين عاماً لاكتشاف الفوائد الصحية للأوليندرين، ولم يتمكنوا من الحصول على نتائج واضحة.

وبحسب شركة Phoenix Biotechnology، فإنّه تمّ اختبار المادة على قرود مصابة بفيروس كورونا، ولكن التجارب لم تحسم الجدل.

وقال سكوت ويفر، عالم الفيروسات في الفرع الطبي بجامعة تكساس وأحد مؤلفي الدراسة، في بيان: "اختبار الأدوية المضادة للفيروسات على الخلايا ليس سوى الخطوة الأولى، وتجب متابعة النتائج الواعدة باختبار على الحيوانات".

وأضاف: "هناك العديد من الأدوية التي تبدو واعدة أثناء الاختبار الأولي في المختبر، لكنها تفشل لاحقاً لعدة أسباب".

أما الدكتورة ميليسا هاليداي جيتينجر، عالمة السموم في مركز جورجيا للسموم والأستاذة في كلية الطب بجامعة إيموري، فأكّدت أنّه يمكن أن تكون جرعة الدفلى الصغيرة التي تصل إلى 0.02 ميكروغراماً لكل مليليتر "قاتلة".

وكان ليندل قد أكّد أنّ مادة أوليندرين أثبتت أنها آمنة في دراسة شملت 1000 شخص، قامت بها شركة فينيكس للتكنولوجيا الحيوية، لكن نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، أندرو ويتني، أكّد أنّ الشركة زوّدت 1000 مريض بالسرطان بدواء يحتوي على الأوليندرين على أساس "تعاطفي"، ولم تكن الدراسة خاضعة للرقابة.

وبحسب موقع "سي بي أس" الأميركي، يبدو أنّ ترامب مقتنع بالمزاعم الجديدة، بعد ترويجه لأشهر لاستخدام عقار هيدروكسي كلوروكين، الذي أثبتت الدراسات عدم فاعليته.

ووفق الموقع، فإنّ ليندل، أو "رجل الوسادة" كما يلقب، وهو أحد كبار المتبرّعين في الحزب الجمهوري وحليف ترامب، قد أثار اهتمام الرئيس بمستخلص نباتي تجريبي، ما أثار مخاوف بعض المسؤولين الحكوميين من أن يلجأ ترامب للترويج له للخروج من أزمة فيروس كورونا، خاصة أنه أعرب عن حماسه للأوليندرين.

المساهمون