هل سيعود عصر الرقص الشرقي؟

هل سيعود عصر الرقص الشرقي؟

25 فبراير 2016
الراقصة هويدا الهاشم (فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من انحسار موجة الراقصات الشرقيات في لبنان مع بداية القرن الحالي، إلا أنَّ ثمّة حنيناً لهذا الفنّ الذي كان لبنان موطناً له بعد القاهرة، في فترة تمتد من الخمسينيات إلى بداية القرن الجديد. لكن مع تنامي ظاهرة التطرف في العالم العربي، لجأت معظم الفتيات إلى الغناء، لأنّ هذا أقل كلفة برأيهنّ.

خفّ تواجد وحضور الراقصة الشرقيّة اللبنانية، التي شهدت عصراً ذهبياً منتصف الثمانينيات، وذلك مع صعود نجم عدد من المغنين. ودون شك، فإنّ الشخص الأساسي الذي يعود له الفضل في تعريف الناس بالرقص الشرقي أيامها، هو المخرج سيمون أسمر، الذي خرّج جيلاً كاملاً إلى الضوء بعد فترة "الزمن الجميل". وقدم من خلالها نهجاً جديداً لخط الراقصات الشرقيات. ومن هذه الأسماء، كانت العراقية سمارة، واللبنانية هويدا الهاشم، اللواتي عشن فترات ذهبية قبل أن ينحصر الضوء عنهن بداية الألفية الجديدة.
بيد أن تاريخ الرقص الشرقي اللبناني، يحمل مزيداً من الأسماء التي أسهمت في تعليم هذا الفن للهواة، ومنهنّ، مارغو كلفيان، التي تُعتبَر أوَّل من وضع أصول الرقص الشرقي في لبنان خلال السنوات الأخيرة، بعدما تأثرت بالراقصة ناديا جمال. وكانت من أوائل الراقصات، اللاتي أدخلْن موسيقى الأغنيات الخالدة إلى الرقص، كألحان عبد الوهاب وعبد الحليم.

عاشت كلفيان حياة مؤثّرة في معهدٍ أنشأته على نفقتها الخاصة، وذلك في ظل غياب نقابة الراقصات في لبنان. لكن كلفيان لم تكن وحدها، بل نافستها، داني يسترس، ابنة العائلة اللبنانية البيروتية الأرستقراطية، التي اختارت طريق الرقص الشرقي والتمثيل هرباً من سلطة العائلة، قبل أن تقدم على الانتحار بعد وفاة وحيدها غرقاً بعد ذلك. كان حضور أماني وسمارة استكمالاً لطريق بسترس وكلفيان. وجاءت أيضاً منافِسَة، اعتبرت خطرة في ذاك الوقت، هي هويدا هاشم، التي اكتشفها أيضاً سيمون أسمر، وأصبحت علامة فارقة في برامجه وليالي الحفلات، التي كانت تنقلها أشهر محطة لبنانية آنذاك، وهي LBCI، التي صنعت شهرة نجوم الغناء والرقص والفن عموماً، نظراً للثقة التي ربطت اللبنانيين العرب وبين الشركة، وحتى المخرج سيمون أسمر.


في لبنان، لا توجد نقابة للرقص الشرقي. وبعد الألفية الجديدة، بدأت ظاهرة الرقص الشرقي تنحسر، فتزوجت سمارة وغابت عن الأضواء، وكذلك فعلت هويدا الهاشم، أما أماني، فاعتكفت بعد سلسلة من المشاريع التي حاولت أن تقدمها عن طريق أكاديمية للرقص وفنون الاستعراض، لكن مساعيها باءت بالفشل. وتزوجت سمارة وهاجرت مع رجل، يقال أنه منعها من ممارسة مهنتها. اليوم، تستعد، هويدا الهاشم، للعودة إلى نجاح التسعينيات الذي عاشته قبل أن تُهاجر إلى قبرص، وتعتزل قسراً بسبب زواجها، فهل تستعيد الراقصة نجاح المراحل السابقة؟

إقرأ أيضاً:أشهر النجمات العربيات .. فن وسياسة وجاسوسيّة وموت غامض

دلالات

المساهمون