هذه حقيقة تجنيد مخابرات غربية لشباب عرب

هذه حقيقة تجنيد مخابرات غربية لشباب عرب

01 مارس 2015
عين المخابرات الأوروبية على الجاليات العربية (Getty)
+ الخط -
دخل شاب "غاضب"، بل مرعوب، على إمام مسجد كان يتحدث لـ "العربي الجديد" في أحد المساجد. كنا نبحث عن "الغضب" وإذ بنا أمام شباب خرج للتو من السجون، أحدهم قبل أسبوع والآخر قبل يوم من اللقاء. التهمة لم تكن "تطرفاً" ولا "انضماماً لداعش"، بل ارتكاب جنح. يقول الإمام الذي يتحدث إلينا: "قصة هذا الشاب واحدة من قصص مراهقين كثر، يأتون إلينا مرعوبين مما يتعرضون له قبل يوم أو بنفس يوم إطلاق السراح. فقد قيل لهذا الشاب: نحن نعرف بأنك ستخرج غداً، هل ستتوجه إلى "داعش"؟ هو بالأصل لا يعرف ما هو داعش. ثم يبتزونه بالطلب منه: عليك أن تعمل معنا كمخبر. لن يكتشف أحد أمرك وسنحميك".
يطلب بشكل رسمي من جهاز استخبارات غربي أن يتغلغل هؤلاء الشباب بين صفوف شباب آخرين في الأحياء التي يقطنونها، أو في المساجد، ليتظاهروا بأنهم "ملتزمون جدد ويحتاجون مساعدة لكيفية الحفاظ على التزامهم الديني بطرح أسئلة معينة". بعض من تحدث إلينا ولد في الغرب، وغير معتاد على أساليب التجنيد الاستخباراتي في الأنظمة المستبدة، يصاب بصدمة أن يصبح "جاسوساً" على زملاء وأصدقاء "لبث حالة من عدم الثقة بين الناس" على ما يقول إمام مسجد له خبرة في الحديث مع جيل الشباب.
يُقسم الشاب بأنهم (رجال الاستخبارات) قالوا له: "لن تفلت منا، وإذا لم تتعاون سنخفيك لأشهر دون أن يعرف أحد مصيرك".
يكشف شاب آخر لـ "العربي الجديد" بأن مسألة التجنيد: "كانت تتم في السابق للكشف عن مراهقين يرتكبون جنحاً عادية في الأحياء، من خلال تخفيض الأحكام والمساومة عليها. أما الآن فباتت جهات استخباراتية تقوم بالمهمة بشكل يحمل لغة تهديد وترغيب. فقد قيل لصديقي: نحن نعرف بأنك ستخرج غداً وتفكر بالزواج، سوف نساعدك بكل شيء إذا قبلت بمهمة التغلغل في ذلك المسجد والتعاون معنا".
يمتلك "العربي الجديد" ما يثبت تلك العروض التي يعتبرها، من نطلق عليه اسم، "محمد" بأنها "بذات أساليب الاستخبارات العربية، بل التهديد بالإخفاء يشبه ما كانت تقوم به السي آي إي بعد سبتمبر 2001. ويجري التلميح أحياناً بذلك من خلال القول للشاب: نحن لسنا مثل المخابرات السورية والمصرية والأردنية. وهي رسائل تحمل تهديداً بالتعذيب أو الإخفاء". وبحسب ما يعتقد إمام أحد المساجد في الدنمارك، حيث تنتشر محاولات التجنيد فإن "هذا الأمر جد خطير على هؤلاء الشباب الذين يصابون بغضب شديد من محاولة زرعهم كجواسيس، فهذه تعتبر حتى في المجتمعات الغربية منبوذة وغير مقبولة. فما بالك حين يطلب منهم التجسس على الأصدقاء والأهل والبيئة التي يترددون عليها؟".
مختصون في حقوق الإنسان علقوا في حديثهم لـ"العربي الجديد" بالقول: "هذه الأساليب كان يستخدمها جهاز الاستخبارات لاختراق صفوف اليساريين الراديكاليين، للأسف الأمر في صفوف الأقليات يحمل مخاطر كثيرة وضغوطاً وتوترات غير محمودة العواقب".

المساهمون