هدر أموال مصر

هدر أموال مصر

15 أكتوبر 2015
التفريعة الجديدة لقناة السويس بلا جدوى (أرشيف/Getty)
+ الخط -

1
المشير عبد الفتاح السيسي أعلن في أحد خطابته منذ نحو عام، بعد توليه الحكم أن مصر ستدخل مرحلة اقتصادية مزدهرة عبر مشروع قناة السويس 2، وأمر ببدء المشروع الذي كان سيستغرق عدة سنوات، إلا أنه طلب من القائمين على المشروع إنهاءه خلال عام واحد فقط.. فأجاب المسؤولون "تمام يا فندم"؛ وهي جملة عسكرية يقولها الجنود لقياداتهم، عندما تصدر الأوامر العسكرية، ولم يسأل وقتها الزعيم عن دراسة جدوى المشروع.

2

خرج علينا الزعيم البارع يوم 6 أغسطس/آب الماضي في بزته العسكرية، ليعلن عن تدشين القناة الجديدة، وتحقيق الإنجاز الذي وعد به المصريين في زمن قياسي، بحضور أمراء ورؤساء من مختلف الدول العربية والأجنبية.

3

بعد عدة أيام من الافتتاح يقف الزعيم مرة أخرى، ليؤكد أمام الحشود أن مصر استردت تكلفة القناة الجديدة؛ وهي 4 مليارات دولار في الأيام الأولى لتشغيلها.

4

تكررت بيانات صادرة من رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، التي أكدت أن أعداد السفن تزيد يوماً بعد يوم، وأطلق العنان لتصريحاته بأن ما تحقق إنجاز تاريخي، وسيدر أرباحاً هائلة على مصر.

5

أصدرت هيئة قناة السويس بيانا رسمياً، أول أمس، تؤكد فيه، تراجع إيرادات القناة 9.4% خلال شهر أغسطس/آب الماضي، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.

وبحسب بيان الهيئة، فإن: "إيرادات قناة السويس بلغت خلال أغسطس/آب الماضي 462 مليون دولار، مقارنة مع 510 ملايين دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي".

6

أعلنت الحكومة المصرية في نفس وقت الكشف عن تهاوي إيرادات القناة، اعتزامها الاقتراض 4 مليارات دولار من المؤسسات الدولية، لمواجهة تدهور الاحتياطي النقدي والأزمة المالية التي تمر بها.

7

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تهدر فيها أموال بمشروعات وهمية، ولم يكن السيسي هو الوحيد من حكام مصر الذي فعل ذلك، بل سبقه الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي ضخ مليارات في مشروع توشكى الزراعي (جنوب) والذي فشل بكل المقاييس.

الخلاصة أن الحاكم الديكتاتور لا يكتفي بقمع وإهدار دماء المواطنين، ولكنه يتفنن في إهدار ثرواتهم وأموالهم أيضاً.


اقرأ أيضاً: إيرادات قناة السويس تتجاهل التفاؤل الحكومي وإطلاق التوسعة

المساهمون