هجرة الفنانين اللبنانيين... سيرة طويلة من المنفى

هجرة الفنانين اللبنانيين... سيرة طويلة من المنفى

18 اغسطس 2020
أعلنت المممثلة نادين نجيم نيتها الهجرة بعد انفجار بيروت (من مسلسل خمسة ونص)
+ الخط -

تسارعت ردود الفعل حول القرارات أو التغريدات التي أطلقها عدد من الفنانين اللبنانيين حول الهجرة من لبنان، ما بين مؤيد ومعارض لقرار الخروج، فإنَّ حكاية هجرة الفنانين اللبنانيين إلى الخارج ليست وليدة الساعة، بل هي تعود لأكثر من أربعين عاماً بعد انطلاقة شرارة الحرب الأهليّة اللبنانية عام 1975.

وقالت الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، إنها تفكر جدياً في الهجرة إلى الخارج، بعد إصابتها برضوض وكسر في الأنف في انفجار المرفأ في الرابع من آب/ أغسطس الحالي. نادين نجيم ممثلة لبنانية انطلقت قبل عشر سنوات، واستطاعت أن تحجز مكاناً جيداً على خريطة ما يُعرف بالدراما العربية المشتركة منذ عام 2013. انفصلت عن زوجها قبل أقل من عام، وهي أمٌّ لطفلين. ولم تحدد نجيم وجهة سفرها أو البلد الذي قررت الهجرة إليه، لكنها أردفت بأنها ستعود في حال رحيل الطبقة السياسية الفاسدة التي تحكم لبنان. وتحدثت معلومات عن قرار هجرة الفنان مروان خوري من لبنان، الذي نفى بدوره هذا الأمر، قائلاً في تغريدة على "تويتر": "لا صحة أبداً للأخبار التي تروّج عنّي، ومفادها رغبتي في الهجرة! لقد مرّ علينا الكثير ولم نفقد الأمل، نحن، الناس العاديين، أصحاب البيوت والأرض والوطن، الوطن لنا، ونحن باقون باقون وهم سيرحلون. أمّا البلاد العربية، فهي دائماً بيت ثانٍ لنا وملجأ وأمان". أمّا الفنان أسامة الرحباني، فقد أعلن عزمه على الهجرة، وكذلك قررت قبله بوقت الممثلة وأستاذة المسرح عايدة صبرا، واختارت كندا، لأنّ لبنان "لم يعد يشبهها". 

ليست الهجرة أمراً جديداً، فقد هاجرت مجموعة من الفنانين اللبنانيين إلى الخارج، وخصوصاً مع بداية الحرب اللبنانية. الفنان الراحل وديع الصافي غادر إلى باريس وسكن فيها وعمل في مطاعمها طوال الفترة الممتدة بين عامي 1979 وأواخر الثمانينيات، وعاد إلى بيروت مطلع التسعينيات، وذلك بعد قرار إنهاء الحرب. واختارت الفنانة الراحلة صباح الهجرة القسرية عن لبنان، وقسّمت إقامتها بين باريس ولندن والقاهرة، بدافع العمل وهرباً من الحرب، بعد أن شُلَّت الحركة في بيروت آنذاك.

وهاجر في تلك الفترة مجموعة من الأصوات اللبنانية التي شهدت انطلاقتها في الاحتراف أوائل السبعينيات. الفنان رجا بدر يعتبر من أجمل الأصوات التي استغلها "الرحابنة" في مجموعة من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، لكنه فضل الهجرة بعد سنوات قليلة من بداية الحرب اللبنانية، وهو اليوم مقيم في الولايات المتحدة الأميركية. وكذلك فعل الفنان القدير محمد جمال الذي غادر لبنان بداية الثمانينيات، واختار القاهرة لوقت، قبل أن يحزم حقائبه ويختار الولايات المتحدة الأميركية للإقامة الدائمة. ولم توفر الفنانة المخضرمة طروب، وهي من أصول تركية لبنانية قرارها بالهجرة خلال الحرب، إذْ مكثت طروب في القاهرة لوقت قليل، قبل أن تختار أميركا وتقيم هناك، وهي تزور لبنان بين فترة وأخرى. الفنان الراحل نهاد طربيه، الذي تفوق في برنامج المواهب "استوديو الفن 1973" اختار باريس للإقامة الدائمة، بسبب الحرب اللبنانية وإصابته بداء السُّكري الذي تمكن منه في كانون الثاني/ يناير 2018 إثر أزمة فاجأته بعد وصوله إلى العاصمة الفرنسية، وتوفي عن 67 عاماً.
 

المساهمون