نصف العشق

نصف العشق

04 يناير 2018
+ الخط -
عن رجلٍ خاف الحب، فأغلق نوافذ قلبه.
ذهبت سنة، انتهت وانتهيت أنا معها، ولا زلت أنت أيها الغائب الحاضر، تتراقص على أحبال ذاكرتي، لا تذهب ولا تنتهي. لم أحسب يوماً أن كل شيء سيتوقف وتنقلب جميع المقاييس.
شهور مضت، ولا زلت حتى هذه اللحظة. لا أعلم كيف بدأنا وكيف انتهينا، كيف بات الحب موتا؟ أكانت حماقاتي؟ أحلامي الطائشة؟ آمالي الكبيرة؟ أكنتَ أنت؟ خطواتك الواهنة نحوي؟ الكلام المبطن وأشباه الوعود؟ أم كان ذاك الخوف المزيف؟
كنت العناوين المناسبة لجميع قصائدي وقوافيها المثالية! لا أدّعي بأن لدي العديد منها، لكنك حتماً كُنتَ نقطة انطلاقي. فمنك استوحيت وإليكَ كتبت، فيك بدأت وبكَ انتهيت.
أغرقتني في رمالك المتحرّكة، في بحرٍ لا يوجد فيه قطرة ماء. كنت أنجرف في أحاسيسك العكرة، فهي لم تكن يوماً واضحة.
حاولت مراراً أن أغوص في ليل قلبك الحالك، لعلّني أجد فيه شرارة صغيرة، تُساعدني على إضاءة نوره وكسر ذلك الظلام الذي فرضتَه على "حبّنا" فأجعله يتوهّج قليلاً. لكن عبثاً، باءت محاولاتي بالفشل، فقد كنتَ تسافر بعيداً في ظنونك، تعيشها وتصدقها. خيالك الباهت وأفكارك المسمَّمة حرّفتنا عن مسارنا. كنتَ تقتل مشاعرنا بهذا الوهم القهري الزائف، فالحب يتحمل الموت أكثر مما يتحمّل الشك.
أعلم جيداً أنّ كلامي هذا لا يغير شيئا، فالحرف الذي نقول عاجز عن إنقاذنا لأنك ذهبت، ذهبت في تواريخٍ عشوائية، ليس لدي يوم محدد أنسب إليه لحظة رحيلك! لقد كنا في سباقٍ مع القدر.
ليتنا لم نلتق منذ البداية. ليت الأيام تعود بنا إلى الوراء قليلاً، إلى ما قبل اتخاذ قلوبنا قرار الحب مرّة أخرى، إلى ما قبل ادعائنا بالعثور على بقعتنا المقدسة.
لمَ لم تصطحب معك الذكريات؟ تركتها تلاحقني وتطاردني في نومي ويقظتي! نعم ذاكرتي تعشقك، وأنا على يقين بأنّ أصداء أنفاسك وكلماتك ستعبث بذهني حتى إشعار آخر.
لدي القناعة بأنني كنت كافية، بل أكثر من ذلك! كنتُ عالماً كبيراً جداً لم تستطع احتواءه، ومحيطاً عميقاً جداً لم يكُن لديك الجرأة والشجاعة للغوص فيه، فانسحبت.
ذهبت... لا أنتَ آسف على ضعفك، ولا أنا معتذرة عن صدقي وآمالي.
كل شيء قابل للنسيان، حتى أنت.
97F04EB9-163B-49E5-9E30-499877532878
97F04EB9-163B-49E5-9E30-499877532878
ديما قميحة (لبنان)
ديما قميحة (لبنان)